تواجه الكثير من النساء الهبّات الساخنة، وهي إحدى المشكلات الصّحية المُرافقة لانقطاع الطمث، فما المقصود بالهبات الساخنة؟ ومتى تبدأ الهبات الساخنة؟ ومتى ينتهي الإحساس بها؟


ما هي الهبات الساخنة؟

تُعرَف الهبّات الساخنة بأنها أحد الأعراض الشّائعة والمُصاحِبَة لانقطاع الطمث، والمتمثّلة بإحساسٍ مفاجئ بالحرارة العالية، الذي ينتشر سريعًا في الجسم والوجه، والتي عادةً ما تسبب الانزعاج الذي قد يتداخل مع حياتك اليومية، فمن المُحتمَل أن تستمرّ لسنواتٍ عديدة، وقد تحدث الهبات الساخنة ليلاً، مما يسبب اضطرابًا في نومكِ، وكلّما بدأت الهبّات السّاخنة لديك في عمرٍ مبكّر، طالت مدّة معاناتكِ منها.[١][٢]


ما هي أعراض ظهور الهبات الساخنة؟

خلال تعرّضك للهبات السّاخنة، من الطّبيعي أن تشعري بأحد الأعراض التالية:[٣][٤]

  • شعورٌ مفاجئ بارتفاع درجة حرارة الجسم، والذي يترافق مع احمرار في الصدر، أو العنق، أو الوجه.
  • تسارع نبضات القلب، والخفقان.
  • التعرّق الذي يتركّز في الجزء العلوي من الجسم.
  • الإحساس بالرّعشة أو البرودة عند انتهاء الهبّة الساخنة.
  • الشّعور بالقلق أو التوتر خلال التعرّض للهبة الساخنة.


كم هي الفترة التي يستمر فيها بالشعور بالهبات الساخنة؟

يستمرّ إحساسكِ بالهبّة الساخنة من 30 ثانية، وحتى دقائق معدودة.[٥]


متى تبدأ أعراض الهبات الساخنة بالظهور؟

يمكن أن تبدأ الهبات السّاخنة بالظهور قبل انقطاع الدورة الشّهرية ببضعة أشهرٍ أو سنوات، وعادةً ما تستمر حتى بضع سنواتٍ بعد آخر دورةٍ شهرية.[٢]


ما سبب ظهور الهبات الساخنة؟

لا يزال السبب الدّقيق لحدوث الهبّات الساخنة غير معروفٍ حتى الآن،[٦] إلا أنه يوجد عدد من الأسباب المُحتمَل أن يكون لها دور في حدوث الهبات الساخنة، وهذه الأسباب هي:[٧][٥]

  • التغيّرات الهرمونية: تعدّ السبب الأكثر احتمالاً لحدوث الهبات الساخنة هي التّغيّرات الهرمونية، وتأثيرها يكون في مركز تنظيم حرارة الجسم الموجود في الدماغ، إذ تتمثّل هذه التغيّرات الهرمونية بانخفاض مستوى هرمون الإستروجين مع ازدياد عمر المرأة واقترابها من سن انقطاع الطمث.
  • الإصابة ببعض المشكلات الصّحية: مثل فرط نشاط الغدة الدرقية، أو سرطان البنكرياس، أو أورام الدماغ والحبل الشّوكي، أو اضطرابات الهلع، أو مرض السكري الكاذب، أو مرض الدرن.
  • تناول بعض أنواع الأطعمة: وبالأخصّ الأطعمة التي تحتوي على المواد الحافظة المعروفة باسم جلوتامات أحادية الصوديوم.
  • تناول بعض أنواع الأدوية: مثل الأدوية الهرمونية، أو أدوية علاج باركنسون ليفودوبا (Levodopa)، أو أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم من فئة حاصرات قنوات الكالسيوم CCB، كالفيراباميل (Verapamil)‏ أو كالنيفيديبين (Nifedipine)، أو مضادات الأندروجين مثل سيبروتيرون (Cyproterone)، أو سبيرونولاكتون (Spironolactone)، أو بيكالوتاميد (Bicalutamide)، أو دانازول (Danazol).


كيف يمكن التخفيف من أعراض الهبات الساخنة؟

يستدعي تعرّضك للهبات الساخنة بحسب شدّتها في بعض الأحيان البحث عن حلولٍ للمساعدة على التخفيف منها قدر الإمكان،[٤] ومن العلاجات المقترحة للهبات الساخنة:

  • غيّري من طبيعة نظامك الغذائي ليكون صحيًا بقدر الإمكان: إذ تزيد الأطعمة الحارة، والتوابل، والمنتجات المحتوية على الكافيين من الإحساس بالهبّات الساخنة، لذلك حاولي أن تتعرفي على أنواع الأطعمة التي تزيد من شعورك بالهبّات الساخنة بعد تناولها، وابتعدي عنها، بينما تقلل بعض أنواع الأطعمة من حدّة الهبّات الساخنة، مثل تلك التي تحتوي على مركباتٍ نباتية لها تأثير هرمون الإستروجين، والتي تتواجد في التوفو أو فول الصويا ومنتجاته.[٤][٨]
  • قللي من توترك وحافظي على هدوئك النفسي: يخفف الاسترخاء إحساسكِ بالتوتر، والذي بدوره يخفف حدّة الهبات الساخنة، فضلاً عن دور ذلك في التقليل من اضطرابات النوم المُصاحبة لانقطاع الطمث لديك، ولعمل ذلك إليك الآتي:[٤][٨]
  • الجلوس والتأمل فيما حولك.
  • تنفّسي ببطء، وبعمق، وذلك بأخذ 6-8 أنفاس في الدقيقة الواحدة، ولجني الفائدة المرجوّة من التنفس العميق والبطيء في الاسترخاء، قومي به لمدة 15 دقيقة في الصباح، ولمدة 15 دقيقة في المساء، أو عند إحساسكِ ببدء الهبة الساخنة.
  • إنقاص الوزن الزائد: يساعد فقدان الوزن الزائد في تخفيف الإحساس بالهبات الساخنة.[٤]
  • الإقلاع عن التدخين: فالتدخين له دورٌ في حدوث الهبات الساخنة في الجسم.[٢]
  • حافظي على برودة الغرفة التي تتواجدين فيها: واستخدمي المروحة إن لزم الأمر.[٢]
  • قومي برشّ الماء البارد على وجهك: أو استخدمي حزم الثلج، عند شعورك بالهبّة الساخنة.[٢]
  • اختاري الأنواع المناسبة من الملابس لارتدائها: وهي الملابس الفضفاضة والخفيفة، والمصنوعة من القطن الخفيف أو الحرير، والتي يكون من السهل خلعها عند الإحساس بالهبّة الساخنة.[٢]
  • قللي ملاءات السرير: أو ضعي طبقاتٍ عديدة بدلاً من استخدام اللحاف، وذلك لسهولة إزالتها عند الإحساس بالهبّة الساخنة.[٢]
  • أكثري من شرب المشروبات الباردة أو المثلّجة.[٢]
  • استحمّي بالماء الفاتر بدلاً من الاستحمام بالماء الساخن.[٢]
  • استشيري طبيبك في أنواع الأدوية التي تتناولينها: فقد تسبب بعض أنواع الأدوية إحساسك بالهبة الساخنة.[٢]
  • مارسي التمارين البدنية: يعتبر المشي والسباحة واليوغا وركوب الدراجات والرقص من التمارين البدنية المناسبة، التي تساعدكِ على تخفيف إحساسك بالهبات الساخنة عند تعرّضك لها.[٨]


هل يجب أن أستخدم العلاجات الهرمونية للهبات الساخنة؟

يجب استشارة الطبيب في البداية قبل استخدامكِ العلاجات الهرمونية لعلاج أعراض انقطاع الطمث والهبات الساخنة المزعجة جدًا، وفي حال أوصى الطبيب باستخدامها، فإنها تكون بأقلّ جرعةٍ دوائيةٍ متوافرة، ولأقصر فترةٍ زمنية ممكنة، وذلك بعد أن تكوني قد جرّبتي الاستراتيجيات المنزلية في تخفيف حدّة الهبات السّاخنة.[١]


الأدوية المخصصة لعلاج الهبات الساخنة

يوجد عدد من أنواع الأدوية المخصصة لعلاج أعراض انقطاع الطمث، وتخفيف الهبات الساخنة، التي يجب عليك مناقشة طبيبك حول فوائدها وتأثيراتها الجانبية المُحتملَة، والتي يمكن بيانها على النحو التالي:[٦]

  • الأدوية الهرمونية: تعدّ الطّريقة الأكثر فعالية للتحكّم بحدّة الهبات الساخنة.
  • الأدوية غير الهرمونية: قد لا ترغب بعض النساء باستخدام الأدوية الهرمونية تخوّفًا منها، أو إصابتهن بمشاكل صحية أو موانع طبية تمنعهن من ذلك، ومن الأمثلة على هذه الأدوية هي بعض مضادات الاكتئاب كالجابابنتين، ومثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، كالسيتالوبرام (Citalopram)، أو كالفلوكستين (Fluoxetine)، او دواء خفض ارتفاع ضغط الدم كلونيدين (Clonidine).
  • أدوية جديدة: هنالك أدوية وحقن جديدة ما زالت ضمن الدراسة، يمكن أن تكون مفيدةً للنساء اللواتي لا يستطعن استخدام الأدوية الهرمونية، ولم يستفدن من باقي الأدوية السابقة.


نسبة حدوث الهبات الساخنة في سن اليأس

وفقاً لدراسة نشرت عام 2005 ميلادي في المجلة الأمريكية للطب The American Journal of Medicine، فإن نسبة حدوث الهبات الساخنة بين النساء اللواتي وصلن إلى مرحلة انقطاع الطمث ما يُقارِب 79%.[٩]


هل تعتبر الهبات الساخنة أمرًا خطيرًا؟

لا تشكّل الهبات السّاخنة في العادة أيّ خطورةٍ على صحّتك، إلا أنّ شعوركِ بأيّة أعراضٍ أخرى إلى جانب الهبات الساخنة يستدعي مراجعتك للطبيب، مثل الإحساس بالتوعك، أو الإرهاق، أو الضّعف، أو فقدان الوزن، أو الإسهال.[٢]


المراجع

  1. ^ أ ب "Hot Flashes: What Can I Do?", www.nia.nih.gov, Retrieved 15/4/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز "Hot flushes", www.nhs.uk, Retrieved 15/4/2021. Edited.
  3. "How does a hot flash feel?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 15/4/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج "Hot flashes", www.mayoclinic.org, Retrieved 15/4/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Hot Flashes", www.medicinenet.com, Retrieved 15/4/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Did I just have a hot flash? I'm 44!", www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 15/4/2021. Edited.
  7. "Hot Flushes", patient.info, Retrieved 15/4/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت "What Are Hot Flashes?", www.webmd.com, Retrieved 15/4/2021. Edited.
  9. "Symptoms during the perimenopause: prevalence, severity, trajectory, and significance in women’s lives", www.amjmed.com, Retrieved 15/4/2021. Edited.