لا يوجد طعامٌ محدد أو نظامٌ غذائي واحد يمنع أو يسبب سرطان الثدي، ولكن النمط الغذائي للفرد يُمكن أن يُحدِث فرقًا في تّقليل خطر الإصابة به أو التّعايش معه في حال حدوثه، أو إنجاح خطّة علاجه والشّفاء منه أحيانًا.[١]


مأكولات ترفع خطر الإصابة بسرطان الثدي

يُعتقَد بأن النظام الغذائي مسؤولٌ عن 30-40% من الإصابة بجميع أنواع السرطان،[٢] وتشتمل الأطعمة التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي،[١] على ما يلي:


السكر

لا يتسبب السكر بشكلٍ مباشر في الإصابة بسرطان الثدي، أو أيّ نوعٍ آخر من السرطانات، وإنما الحصول على سعراتٍ حرارية زائدة، يسبب زيادةً في الوزن وربما السمنة، والتي بدورها سترفع من خطر الإصابة بالسرطانات وبما فيها سرطان الثدي؛ وأحد مصادر الحصول على هذه السعرات هي السّكريات المصنّعة التي تحتوي على سعراتٍ حرارية مرتفعة، بينما قيمتها الغذائية قليلة.[٣]


الدهون

لُوحِظ أن زيادة تناول الوجبات الجاهزة بنسبة 10% في النظام الغذائي، مرتبط بارتفاع الإصابة بمختلف أنواع السرطانات بنسبة 12%، وزيادةً بنسبة 11% للإصابة بسرطان الثدي،[٤] إذ يمكن أن تؤدي الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون المتحوّلة والمصنّعة إلى زيادة الوزن وربما السمنة، وكلاهما عامل خطرٍ قوي للإصابة بسرطان الثدي، بينما يمكن أن تساعد الدهون ذات المصادر النباتية على تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي،[٢][١] ومن أنواع الدهون المتحوّلة أو المصنّعة، تلك الموجودة في الأطعمة السّريعة والوجبات الجاهزة، مثل:[٥]

  • بسكويت.
  • مقرمشات.
  • وجبات خفيفة.
  • أطعمة مقلية.
  • معجنات.


اللحوم الحمراء

يمكن أن يزيد تناول اللحوم الحمراء من خطر الإصابة بسرطان الثدي، وبالأخصّ اللحوم المصنّعة واللحوم الباردة التي تحتوي على نسبةٍ مرتفعة من الدهون والأملاح والمواد الحافظة،[٦][١] فالنساء اللواتي يتناولن اللحوم الحمراء في فترة المراهقة أو خلال فترة البلوغ بكمياتٍ كبيرة تزداد احتمالية إصابتهن بسرطان الثدي في وقتٍ لاحق من فترة حياتهن، إذ بلغت نسبة احتمالية الإصابة بسرطان الثدي قبل انقطاع الطمث، المرتبطة مع زيادة تناول اللحوم الحمراء خلال فترة البلوغ ما يُقارِب 22%، بينما بلغت نسبة احتمالية الإصابة بسرطان الثدي المرتبطة مع زيادة تناول اللحوم الحمراء بشكل عامٍ ما يُقارِب 13%.[٧]


الأطعمة المقليّة

يمكن أن يزيد النظام الغذائي الغنيّ بالأطعمة المقلية من خطر الإصابة بسرطان الثدي، ففي دراسةٍ تمّ إجراؤها عام 2019 ميلادي على 620 امرأة إيرانية ونُشِرَت نتائجها في مجلّة Epidemiol Health، كان تناول الأطعمة المقليّة أكبر عامل خطرٍ للإصابة بسرطان الثدي.[٨][٩]


الكربوهيدرات المكررة

يمكن أن تزيد الأنظمة الغذائية الغنيّة بالكربوهيدرات المكررة التي تمّ تجريدها من الحبوب الكاملة والعناصر الغذائية والألياف خطر الإصابة بسرطان الثدي، والموجودة في الخبز الأبيض، والمنتجات المخبوزة بالسكر، وبدلاً منها يمكن تناول منتجات الحبوب الكاملة، والخضراوات.[٩][١٠]


الأطعمة الغنيّة بالحديد

يمكن أن يؤدي الإكثار من استهلاك الأطعمة الغنية بالحديد إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، فالحديد يتسبب بإتلاف الحمض النووي للخلايا وأكسدة الدهون في الجسم وإلحاق الضرر بخلاياه، وقد يتوافر الحديد في اللحوم، أو الأطعمة المدعّمة بالحديد، أو في مكمّلات الحديد.[١١]


مشروبات ترفع خطر الإصابة بسرطان الثدي

يرتبط شرب الكحول مع ارتفاع خطر الإصابة بسرطان الثدي عند النساء، وذلك من خلال قيام الكحول برفع مستوى هرمون الإستروجين في الجسم، وإلحاقه الضرر بالحمض النووي للخلايا، وبالمقارنة مع النساء اللواتي لا يشربن الكحول على الإطلاق، فإن النساء اللواتي يشربن 3 أكواب من الكحول في الأسبوع، هم أكثر عرضةً لخطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 15%، ويرتفع خطر الإصابة بنسبة 10% مع كل كوبٍ إضافي تشربه المرأة بانتظام خلال الأسبوع.[١٢][١٣]


مأكولات تقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي

على الرّغم من عدم وجود طعامٍ محدد، أو نظامٍ غذائي معيّن يمكن أن يمنع الإصابة بسرطان الثدي، إلا أنه يوجد عدد من المأكولات التي تحسّن صحّة الجسم العامّة، وتعزز قدرة الجهاز المناعي فيه على محاربة الأمراض، وبالتالي تقليل احتمالية الإصابة بسرطان الثدي،[٢] ومن هذه المأكولات ما نذكره على النحو التالي:

  • الأطعمة النباتية: يمكن أن تساعد الأطعمة النباتية والغنيّة بالألياف ومضادات الأكسدة التي ثبت أنها تحمي الجسم من الإصابة بالسرطانات، والأمراض المزمنة؛ كأمراض القلب والسكري، على تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي،[١٤] ومن أمثلة هذه الأطعمة هي الغنية بالمركبات النباتية التالية:[١٥]
  • الأطعمة الغنيّة بالمركبات النباتية النشطة؛ مثل:
  • الكاروتينات، الموجودة في الخضراوات ذات اللون الأحمر والبرتقالي والأصفر وبعض الخضراوات ذات اللون الأخضر الداكن.
  • البوليفينول، الموجود في الأعشاب والتوابل والبهارات والشاي والقهوة والشوكولاتة والمكسرات والتفاح والبصل والتوت.
  • الأليوم، الموجود في الثوم والكراث والبصل.
  • الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة: مثل بيتا كاروتين والسيلينيوم وفيتامين هـ، وفيتامين ج، مثل الحمضيات، والبروكلي والزهرة والملفوف.
  • الحبوب الكاملة والبقوليات: إذ يجب تضمين هذه المجموعة ضمن النظام الغذائي بما لا يقلّ عن 6-9 حصص غذائية من مجموع الفواكه والخضراوات المتنوعة،[١٤][١٦] فهي غنيةٌ بالألياف الضّرورية للجسم، ومن الأمثلة عليها:[١٥]
  • الحبوب الكاملة والبذور، بما فيها الشعير والشوفان والحنطة والبرغل والذرة والجاودار.
  • البقوليات والحبوب، مثل الفول والعدس والبازيلاء.
  • الصويا: يعدّ فول الصويا مصدرًا ممتازًا للبروتين والألياف ومجموعة فيتامين (ب) والحديد والكالسيوم، بالإضافة إلى المركبات النباتية التي ترتبط بهرمون الإستروجين، وبالتالي تقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي أو البروستاتا.[١٤]
  • الشاي الأخضر: يحتوي على مركباتٍ نباتية نشطة، لها خصائص مضادة للسرطان، وللوقاية من السرطانات يُوصَى بشرب ما لا يقلّ عن 1-4 أكوابٍ يوميًا من الشاي الأخضر.[١٤]
  • الكركم: يمتلك الكركم خصائص مضادة للالتهابات يمكن أن تفيد في الحدّ من تكاثر خلايا سرطان الثدي.[١]
  • الأطعمة الغنيّة بفيتامين د: يساعد تناول البيض والأسماك والأطعمة المدعّمة بفيتامين د إلى جانب التعرّض لأشعّة الشمس في الحماية من الإصابة بسرطان الثدي.[١]
  • الرمان: يحتوي الرمان على مركبات نباتية نشطة تساعد على الحماية من الإصابة بالسرطانات ذات العلاقة بالهرمونات، مثل سرطان الثدي، ويمكن تناول بذوره، أو شرب عصيره.[١٦]


نصائح للتقليل من خطر الإصابة بسرطان الثدي

هنالك عدد من النصائح والإرشادات التي يمكن أن تساعد على تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي، حتى عند النساء المعرّضات بشكلٍ كبير له، ومن هذه النصائح نذكر ما يلي:

  • الامتناع عن شرب الكحول.[١٧]
  • الإقلاع عن التدخين، وتقليل فترات التعرّض له: إذ يرتبط التدخين ارتباطًا وثيقًا بمجموعةٍ من الأمراض، مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية ورائحة الفم الكريهة والتجاعيد، فضلاً عن ذلك فهو مرتبطٌ مع الإصابة بأكثر من 15 نوعًا من السّرطانات، بما فيها سرطان الثدي.[١٨]
  • الالتزام بنظامٍ غذائي صحي: إذ يمكن للنظام الغذائي المليء بالخضراوات والفواكه أن يساعد على تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي.[١٨]
  • الحفاظ على وزن صحي ومناسب: ففي حالات الوزن الزائد أو السمنة لا بدّ من إنقاص الوزن، من خلال تقليل عدد السّعرات الحرارية التي يتمّ تناولها، وزيادة مقدار التمارين الرياضية تدريجيًا بشكلٍ يومي.[١٧]
  • الحفاظ على النشاط البدني المنتظم: فلا بدّ أن تُمارِس النساء البالغات 150 دقيقة على الأقلّ أسبوعيًا من التمارين الحركية المعتدلة، أو 75 دقيقة من التمارين القوية أسبوعيًا، بالإضافة إلى ممارسة تمارين القوة مرتين في الأسبوع على الأقلّ.[١٧]
  • الرضاعة الطبيعية: تساهم الرضاعة الطبيعية في الوقاية من سرطان الثدي، فكلّما كانت مدة الرضاعة أطول، كان تأثير الوقاية من سرطان الثدي أكبر.[١٧]
  • الحدّ من العلاجات الهرمونية بعد انقطاع الطمث: إذ تزيد هذه العلاجات من خطر الإصابة بسرطان الثدي، بالإضافة إلى مرض هشاشة العظام، لذلك من الضّروري الأخذ بمشورة الطبيب حول فوائد ومخاطر العلاج الهرموني قبل اللجوء إليه.[١٧][١٨]
  • تجنّب حبوب منع الحمل، وبالأخصّ بعد سن 35، أو في حالة التدخين: فكلّما كانت المرأة أصغر، قلّت مخاطر إصابتها بسرطان الثدي المرتبط بتناول حبوب منع الحمل، وعادةً ما يزول هذا الخطر بالتوقف عن تناول حبوب منع الحمل.[١٨]
  • تقييم التاريخ العائلي من الإصابة بسرطان الثدي: فعلى المرأة التي أصيبت نساء أسرتها أو حتى الذكور أيضًا بسرطان الثدي، أن تأخذ بنصائح الوقاية منه بشكلٍ أكبر من غيرها.[١٨]
  • إجراء الفحوصات الدورية: يمكن للفحوصات الدورية للثدي أن تساعد على اكتشاف سرطان الثدي في وقتٍ مبكّر، بالتالي ازدياد فرص الشفاء منه، وتختلف توصيات إجراء الفحوصات بحسب العمر، والتي نجملها بما يلي:[١٨]
  • العمر بين 40-44 سنة: إجراء تصوير الثدي بالأشعة السّينية سنويًا حسب الرغبة.
  • العمر بين 45-54 سنة: يجب إجراء تصوير الثدي بالأشعة السّينية كلّ عام.
  • العمر 55 سنة أو أكبر: يُوصَى بإجراء تصوير الثدي بالأشعة السّينية كل عامين.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح "Dietary choices to help prevent breast cancer", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 4/6/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Eating Unhealthy Food", www.breastcancer.org, Retrieved 4/6/2021. Edited.
  3. "The Sugar and Breast Cancer Link: Does Sugar Really Feed Cancer?", www.maurerfoundation.org, Retrieved 4/6/2021. Edited.
  4. "Breast Cancer Now responds to study suggesting possible link between 'ultra-processed' foods and breast cancer risk", breastcancernow.org, Retrieved 4/6/2021. Edited.
  5. "Trans Fats May Increase Risk", www.breastcancer.org, Retrieved 4/6/2021. Edited.
  6. "Study: Does eating meat affect breast cancer risk?", www.facingourrisk.org, Retrieved 4/6/2021. Edited.
  7. "Red meat consumption and breast cancer risk", www.hsph.harvard.edu, Retrieved 4/6/2021. Edited.
  8. "Dietary patterns, nutrition, and risk of breast cancer: a case-control study in the west of Iran", pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 4/6/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "Breast Cancer and Diet: 10 Foods to Eat (and a Few to Avoid)", www.healthline.com, Retrieved 4/6/2021. Edited.
  10. "Refined Carbs and Sugar: The Diet Saboteurs", www.helpguide.org, Retrieved 27/6/2021. Edited.
  11. "Diet and risk of breast cancer", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 5/6/2021. Edited.
  12. "Alcohol Use and Cancer", www.cancer.org, Retrieved 4/6/2021. Edited.
  13. "Drinking Alcohol", www.breastcancer.org, Retrieved 4/6/2021. Edited.
  14. ^ أ ب ت ث "Nutrition Services for Cancer Patients", stanfordhealthcare.org, Retrieved 4/6/2021. Edited.
  15. ^ أ ب "Food and Cancer Risk", www.cancer.net, Retrieved 5/6/2021. Edited.
  16. ^ أ ب "12 Foods to Add to Your Diet for Breast Cancer Prevention", www.everydayhealth.com, Retrieved 5/6/2021. Edited.
  17. ^ أ ب ت ث ج "Breast cancer prevention: How to reduce your risk", www.mayoclinic.org, Retrieved 5/6/2021. Edited.
  18. ^ أ ب ت ث ج ح "8 Ways to Prevent Breast Cancer", siteman.wustl.edu, Retrieved 5/6/2021. Edited.