تختلف حبوب منع الحمل المركبة (بالإنجليزية: Combination birth control pills) عن بعضها البعض نظرًا لاحتوائها على جُرعات مختلفة من هرموني البروجسترون (بالإنجليزية: Progesterone)، والإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen)، وبالحقيقة، تُعدّ حُبوب منع الحمل من أكثر وسائل تنظيم النّسل الموثوقة، كما أنّها فور إيقاف استخدامها ستعود الخُصوبة إلى طبيعتها كما كانت مُسبقًا،[١] ولكن هل هناك أضرار لحبوب منع الحمل؟ وما هي أعراضها الجانبية؟
أعراض جانبية لحبوب منع الحمل
استُخدِمَت حبوب منع الحمل منذ أكثر من 50 عامًا من قِبَل العديد من السيدات، وذلك لأنها من وسائل تنظيم النّسل الآمنة نسبيًا، والأكثر ملائمة للغالبية، وعلى الرغم من أنّها آمنة جدًا، إلا أن استخدامها يمكن أن يسبب بعض الأعراض الجانبية،[٢] وفيما يأتي توضيح لأبرز هذه الآثار الشائعة:
الغثيان
غالبًا ما تعاني السيدات من الشعور بالغثيان (بالإنجليزية: Nausea) أو الدّوار خلال الثلاثة شهور الأولى من أخذ حبوب الحمل المركبة، وذلك لأنّها تحتوي على الهرمونات المانعة للحمل، والتي يقوم مبدأ عملها على منع إطلاق البويضات خلال الدورة الشهرية.[٣]
الصداع
يُعدّ الصداع (بالإنجليزية: Headache) من أكثر الأعراض الجانبية شيوعًا لأخذ حبوب منع الحمل، وقد يختلف الأمر بين نوع وآخر من أنواع حبوب منع الحمل بحسب الهرمون المكوّن لها، والجرعة المتناولة، وعادةً ما يتحسن الشعور بالصداع مع مرور الوقت.[٤]
معلومة: تقل احتمالية حدوث الصداع عند أخذ حبوب منع الحمل بجرعاتٍ أقل.
آلام الثّدي
من الممكن أن تتسبب حُبوب منع الحمل في زيادة حجم الثدي والإحساس ببعض الألم فيه، وذلك لأنّها تحتوي على هرموني الإستروجين والبروجسترون؛ إذ يعملان على إحداث بعض التغييرات في أنسجة الثدي كما هُو الحال قبل قُدوم الدّورة الشّهريّة، مما يؤدي إلى كُبر حجم الثدي والشعور بالألم.[٥]
البُقع الدّمويّة
من المتوقع والشائع حدوث النزيف المهبليّ البسيط أو نزول بعض قطرات الدم "البُقع" بين الدورات، خاصةً في أثناء الشهور الأولى من استخدام حبوب منع الحمل، ولا يُعدُّ ذلك أمرًا يدعو إلى القلق.[٦][٧]
دورة شهرية قصيرة وخفيفة
قد تتأثّر الدورة الشهرية عند بعض النّساء أثناء استخدام حبوب منع الحمل، فيؤدي ذلك إلى انقطاعها لفترات، أو قُصور مدّتها، أو نزولها على شكل قطرات خفيفة من الدم أو مسحات.[٧]
التقلبات المزاجية
قد تشعُر المرأة التي تأخُذ حبوب منع الحمل بالاكتئاب بمعدلات بسيطة، والتي من الممكن أن يستمر تأثيرها لفترةٍ من الوقت بعد الانقطاع عن تناول الحبوب.[٨]
التغيُّرات الجلدية
تشمل التغيرات والمشاكل الجلدية التي يؤدي استخدام حبوب منع الحمل إليها ما يلي:[٩]
- ظُهور حبّ الشباب (بالإنجليزية: Acne).
- ظُهور الكلف (بالإنجليزية: Melasma).
- التهاب الجلد المناعيّ الذاتي بسبب البروجسترون (بالإنجليزية: Autoimmune progesterone dermatitis).
انخفاض الرغبة الجنسية
بعض التغييرات الهرمونية التي تسببها حبوب منع الحمل قد تؤدي إلى انخفاض الرغبة الجنسية لدى العديد من النّساء، وذلك لأنها تقلل من هرمون التستوستيرون (بالإنجليزية: Testosterone)، وهو الهرمون الذي يتحكّم بالرغبة الجنسية، وقد تعتقد بعض السيدات بأن هذا الهرمون يخص الرجال فقط، ولكن في الحقيقة يوجد هذا الهُرمون بنسبٍ منخفضة لدى السيدات، وقد لا تتأثر غالبية النساء ممن يستخدمن حبوب منع الحمل بذلك، إذ يبقى إنتاج الهرمون ضمن المستوى الطبيعي لديهن.[١٠]
زيادة الإفرازات المهبلية
كما أُسلف الذّكر، فإنّ حُبوب منع الحمل المُركّبة تحتوي على نوعين من الهرمونات الاصطناعية، وهُما الإستروجين والبروجسترون، وعند أخذ حُبوب منع الحمل ستزداد مستويات هرمون الإستروجين في الدم، مما قد يؤدي إلى زيادة الإفرازات المهبلية.[١١]
انقطاع الطمث
يحدث في بعض الأحيان أن تصاب السيدة بانقطاع الطمث (بالإنجليزية: Amenorrhea) لفترة من الوقت بعد التّوقّف عن استخدام حُبوب منع الحمل، إذ تمنع حبوب منع الحمل الجسم من إنتاج الهرمونات التي يتجلّى عملها في كُل من الإباضة والحيض، وعند التوقف عن أخذ حبوب منع الحمل، قد يستغرق الجسم بعض الوقت للعودة إلى الإنتاج الطبيعي لهذه الهرمونات، وفي طبيعة الحال تستأنف الدّورة الشهرية في غضون ثلاثة أشهر بعد التوقف عن أخذ حبوب منع الحمل، لكن بعض النساء، وخاصة اللواتي أخذن حبوب منع الحمل بهدف تنظيم الدّورة الشّهريّة، قد تتأخّر دوراتهنّ لعدّة أشهُر.[٦]
مُهم: إذا تأخّرت دورتكِ الشهرية لأكثر من 3 أشهر، فعليكِ إجراء اختبار الحمل للتأكد من أنك لست حاملاً، ويُفضل أن تزوري الطّبيب.
حبوب منع الحمل وزيادة الوزن
على الرغم من وجود 44 مُراجعة لدراسات مُختلفة في موقع (Webmed)، إلّا أنّه لم يظهر أي دليل بهذه المُراجعات على أن حبوب منع الحمل تسببت في زيادة الوزن لدى معظم النساء، وإنّ فُرَص زيادة الوزن تكون ضئيلة جدًّا بشكل عام، وتختفي في غضون شهرين إلى ثلاثة أشهر.[١٢]
المخاطر والمضاعفات الناجمة عن استخدام حبوب منع الحمل
قد تزداد نسبة الإصابة ببعض المشكلات الطبية عند السيدات اللواتي يأخذن حبوب منع الحمل أكثر من غيرهن، وخاصةً:[١٣]
- النساء المدخنات.
- النساء اللواتي تجاوزن سن 35 عامًا.
- النّساء المُصابات بالمشاكل والأمراض المُرتبطة بإمكانيّة الإصابة بالنّوبة القلبيّة (بالإنجليزيّة: Heart attack)، مثل ارتفاع الكوليسترول، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، والحالات التي تزيد من خطر تجلط الدم، كما تتعلق أخطر مضاعفات استخدام حبوب منع الحمل بتطور الجلطات الدموية في القلب، أو الرّئتين، أو الدّماغ، أو السّاق، وفي الواقع إنّ النساء اللائي يستخدمن حبوب منع الحمل، ويبقين مُستلقيات في الفراش أو يرتدين جبيرة الكُسور، هُنّ أكثر عرضة للإصابة بالجلطات الدّمويّة.
متى تجب مراجعة الطبيب؟
ينبغي مراجعة الطبيب للسيدات اللواتي يستخدمن حبوب منع الحمل، عند ظهور الأعراض والعلامات التالية:[١]
- ألم في منطقة البطن.
- تورم في الثدي.
- ألم في الصدر.
- الشّعور بتقلّبات مزاجيّة مُزعجة.
- حدوث مشاكل في العين، مثل عدم وضوح الرؤيا، أو ازدواجها.
- التعرض للإغماء.
- اصفرار لون الجلد وبياض العين.
- الشعور بالصداع الذي يزداد سوءًا.
- ظهور طفح جلدي تحسسي وشديد.
- ألم وانتفاخ حاد في الساق.
- غياب دورتين متتاليتين، أو عند ظهور بعض أعراض الحمل.
المراجع
- ^ أ ب "Combination birth control pills", mayoclinic, Retrieved 3/5/2021. Edited.
- ↑ "How safe is the birth control pill?", plannedparenthood, Retrieved 3/5/2021. Edited.
- ↑ "Do Birth Control Pills Cause Nausea?", webmd, Retrieved 3/5/2021. Edited.
- ↑ "Migraine and the contraceptive pill", migrainetrust, Retrieved 3/5/2021. Edited.
- ↑ Jenna Fletcher (13/8/2018), control pills can increase,or sore, as a result "Why can the birth control pill make your breasts bigger?", medicalnewstoday, Retrieved 3/5/2021. Edited.
- ^ أ ب Tatnai Burnett (6/2/2020), "Birth control", mayoclinic, Retrieved 4/5/2021. Edited.
- ^ أ ب "Birth control pill fact sheet", uihc, Retrieved 4/5/2021. Edited.
- ↑ NANCY GROSSMAN BARR (15/12/2010), "Managing Adverse Effects of Hormonal Contraceptives", aafp, Retrieved 5/5/2021. Edited.
- ↑ Chloe Jiang (1/2/2016), "Oral contraceptives and the skin", dermnetnz, Retrieved 5/5/2021. Edited.
- ↑ "The Pill and Your Sex Drive", webmd, Retrieved 5/5/2021. Edited.
- ↑ Deborah Lee (4/2/2020), "Can the contraceptive pill increase vaginal discharge?", netdoctor, Retrieved 5/5/2021. Edited.
- ↑ review of 44 studies,pounds, talk to your doctor "Will Birth Control Pills Make Me Gain Weight?", webmd, Retrieved 5/5/2021. Edited.
- ↑ Dawn Stacey (25/11/2019), "The Pros and Cons of the Birth Control Pill", verywellhealth, Retrieved 5/5/2021. Edited.