طرق منع الحمل الطبيعية ومدى فاعليتها

تتساءل الكثير من السيدات حول فعّالية استخدام طرق منع الحمل الطبيعيّة في تنظيم الأسرة، وفي الواقع إنّ اتباع طرق منع الحمل الطبيعيّة يُعدّ فعّالاً جدًا بشكلٍ خاص إذا تمّ اتباع التعليمات الخاصة بهذه الطرق بأكبر قدر من الدقة، وفي هذا المقال سوف يتم الحديث حول طرق منع الحمل الطبيعيّة، وأهم ما يتعلق بهذا الأمر.^[١]

ما هي طرق منع الحمل الطبيعية؟

في الحقيقة لا تعتمد طرق منع الحمل الطبيعية على إحداث تغيير في مستويات الهرمونات ولا على استخدام جهاز معين، ونذكر من هذه الطرق ما يأتي:^[٢]

الطرق التي تعتمد على معرفة مرحلة الخصوبة

يُمكن الاستعانة بالطرق التي تعتمد على معرفة مرحلة الخصوبة بهدف معرفة التوقيت الذي يجب فيه تجنّب ممارسة العلاقة الزوجية تفادياً لحدوث الحمل،^[٢] ونذكر من الطُرق التي يُمكن من خلالها التنبؤ بمرحلة الخصوبة ما يأتي:^[٣]

• طريقة التقويم: تعتمد هذه الطريقة على معرفة مدة الدورة الشهرية في العادة، من ثم استخدام ذلك بهدف تحديد المرحلة التي تكون فيها الخصوبة أعلى ما يمكن، وبشكلٍ عام يبلغ متوسط الدورة الشهرية عادةً 28 يومًا، وعادةً ما تتراوح بين 21-35 يوماً بشكلٍ طبيعي، وبالرغم من أن عدد أيام الدورة الشهرية يكون متماثل في كل شهر لدى بعض النساء، إلا أنه يختلف من شهر لآخر لدى البعض الآخر، وتعد طريقة التقويم فعّالة بشكلٍ أكبر لدى النساء اللاتي تكون الدورة الشهرية منتظمة لديهنّ؛ إذ يُعد التنبؤ بموعد الإباضة أكثر سهولة، وتمثل الإباضة المرحلة التي يتم فيه إطلاق البويضة من المبايض، والتي تكون احتمالية حدوث الحمل خلالها أعلى ما يمكن مقارنةً بالأوقات الأخرى من الشهر.^[٣]
• طريقة تتبع درجة الحرارة: يحدث ارتفاع طفيف في درجة الحرارة الجسم بعد الإباضة، ويمكن الاستعانة بهذه الطريقة من خلال أخذ قراءات درجة الحرارة لثلاثة أيام متتالية خلال مرحلة الإباضة فيُلاحظ بأن الحرارة أعلى من الستة أيام السابقة للإباضة، ومن الجدير ذكره أنّ مقدار ارتفاع الحرارة يكون طفيفًا وبالكاد يُذكر، إذ يبلغ نحو 0.2 درجة مئوية في العادة.^[١]
• طريقة مراقبة إفرازات عنق الرحم: خلال فترة الدورة الشهرية يحدث تغيير في ملمس وكمية إفرازات أو مخاط عنق الرحم، ففي الأيام الأولى بعد الدورة الشهرية يكون المهبل جافًا دون خروج أي إفرازات مُخاطية أو كميات قليلة منها، ولكن خلال الفترة التي تسبق الإباضة فإنّ مخاط عنق الرحم يُصبح أكثر انزلاقًا ورطوبة ويميل لكونه صافيًا نقيًا شبيهًا ببياض البيض النيء، وهذا يدلّ عادةً على أنّ المرأة تكون أعلى خصوبة في هذا الوقت، وبعد انتهاء هذه الفترة تتغير طبيعة مخاط عنق الرحم سريعًا ليصبح أكثر سُمكًا ولزوجة.^[١]
• طريقة المؤشرات المتعددة: إذ تعتبر هذه الطريقة هي الأكثر شيوعًا، وتتم بالاستعانة بدرجة حرارة الجسم الأساسية مع مراقبة مخاط عنق الرحم، ويتم ذلك باستخدام جهاز مراقبة الخصوبة الهرموني الإلكتروني، حيث يعمل هذا الجهاز على الكشف عن مستويات الهرمونات في البول في سبيل معرفة أيام الإباضة.^[٤]

طريقة الانسحاب

تعتمد هذه الطريقة على منع وصول السائل المنوي إلى الرحم أثناء ممارسة العلاقة الزوجية وذلك في سبيل منع الحمل، حيث يتم سحب القضيب من المهبل قبل أن يتم قذف السائل المنوي فيه، وللحصول على أفضل نتيجة لمنع العمل من خلال طريقة الانسحاب فيُنصح باستخدام طريقة أخرى لمنع الحمل إلى جانبه.^[٥]

طريقة الرضاعة الطبيعية لتحديد النسل

تؤثر الرضاعة الطبيعية في خصوبة المرأة فتتسبب بتراجعها خاصةً في الأشهر الأولى بعد الولادة، وبشكلٍ عام تعتمد طريقة الرضاعة الطبيعية لتحديد النسل على أن الطمث ينقطع خلال فترة الرضاعة الطبيعية، وبناءً على ذلك فإنّ عدم حدوث الطمث يعني عدم حدوث الإباضة وبالتالي عدم توفر المتطلبات اللازمة لحدوث الحمل بما يجعل احتمالية حدوث الحمل ضئيلة أثناء فترة الرضاعة الطبيعية، ولكن قد لا تشعر الكثير من النساء بالارتياح لهذه الطريقة نظراً لأن بعض النساء قد يحدث لديهنّ الحمل خلال فترة الرضاعة الطبيعية، بما يجعل هذه الطريقة غير مضمونة، وبشكلٍ عامّ فإنّ هذه الطريقة تعتمد على ثلاثة أمور رئيسية: ألا وهي: عودة الدورة الشهرية، ونمط الرضاعة الطبيعية المتبع، والوقت ما بعد الولادة.^[٦]

الامتناع عن ممارسة العلاقة الزوجية

يُعد الامتناع عن ممارسة العلاقة الزوجية هو الطريقة الوحيدة التي تعتبر فعّالة بنسبة 100% في منع حدوث الحمل، وتتمثل هذه الطريقة بعدم ممارسة العلاقة الزوجية مع الشريك، وهذا بحد ذاته يمنع وصول الحيوانات المنوية إلى المهبل بشكلٍ تام، وبالتالي فإنه يمنع تلقيح البويضة بواسطة الحيوانات المنوية، وهذا بحد ذاته يكفل عدم حدوث الحمل بشكلٍ أكيد.^[٧]

ما هي سلبيات وإيجابيات طرق منع الحمل الطبيعية؟

إيجابيات ومزايا طرق منع الحمل الطبيعية

تتمثل إيجابيات ومزايا طرق منع الحمل الطبيعيّة بما يأتي:^[٨]

• البعد عن التلاعب بمستويات الهرمونات في الجسم، إذ لا تحتاج المرأة لتناول أدوية أو استخدام أجهزة تؤثر في مستويات الهرمونات في الجسم.
• غير مكلفة مادياً مقارنةً مع الطرق الأخرى لمنع الحمل خاصةً، وقد تنحصر التكلفة في شراء اختبارات الكشف عن الإباضة فقط.
• عدم الحاجة إلى الاستعانة بالطبيب لاتخاذ أيّ إجراء أو القيام بأي تركيبات.

سلبيات طرق منع الحمل الطبيعية

تتمثل سلبيات وعيوب استخدام طرق منع الحمل الطبيعية بما يأتي:^[٨]

• فعّالية أقل مُقارنةً بوسائل منع الحمل الأخرى.
• صعوبة تقدير أو معرفة توقيت موعد الإباضة لدى المرأة دائمًا، وبالتالي قد يزيد ذلك من فرص الحمل غير المخطط له.
• تحمل تكلفة إضافية في حال الاستعانة باختبارات الكشف عن الإباضة.
• حاجة هذه الطرق إلى الامتناع عن ممارسة العلاقة الزوجية في أوقات معينة من الشهر، وقد يكون ذلك أمراً صعبًا لدى بعض النساء.

ما هي الأيام الآمنة للمرأة بشأن منع الحمل؟

في الحقيقة لا يوجد وقت معين يُمكن القول بأنه آمن بشكلٍ تام ومطلق بشأن منع الحمل أو يمكن خلاله ممارسة العلاقة الزوجية دون استخدام وسائل منع الحمل، ولكن تكون الخصوبة أعلى في بعض أوقات الدورة الشهرية مقارنةً بغيرها من الأيام؛ وهذا ما يجعل المرأة أكثر عرضة لحدوث الحمل عند ممارسة العلاقة الزوجية خلال هذه الفترة؛ تحديداً فترة الإباضة، ومن الجدير ذكره أنه من غير المحتمل حدوث الحمل بعد الدورة الشهرية مباشرةً، ولكنّ حدوثه خلال هذه الفترة ليس مستحيلاً كذلك، على الرغم من كون فرص الحمل تكون منخفضة بعد الدورة الشهرية مقارنةً بالأيام الأخرى من الدورة الشهرية.^[٩]