العقد اللبنية في الثدي

ما هي العقد اللبنية؟

تقع العقد أو الغدد اللبنية (بالإنجليزية: Mammary gland) في الثدي، ويُشار لها أيضًا باسم العقد أو الغدد الثديية، وينظم عملها جهاز الغدد الصمّاء، الذي يفرز العديد من الهرمونات في الجسم، وتستجيب الغدد اللبنية للتغيرات الهرمونية التي تمر بها المرأة أثناء الحمل أو بعد الولادة، فهي مسؤولة عن عملية إنتاج الحليب للرضاعة الطبيعية، ولها وظائف أخرى، وتعدّ الغدد اللبنية غددًا عَرَقِيّة مُعدّلة بفعل التحفيزات الهرمونية،^[١] وتحتلّ مساحة تغطّي بها عضلات الصدر الرئيسيّة، علمًا أنّها توجد في الذكور والإناث على حدٍّ سواء، لكنّها تعمل على إفراز الحليب في الإناث فقط.^[٢]

تركيب العقد اللبنية

تتألف الغدد اللبنية في النساء اللواتي لم ينجبن أطفالًا من نسيج غديّ على شكل مخروط، مغطّى بكميّات متفاوتة من الدهون، ويتكون هذا النسيج الغديّ من 15-20 فصًا،^[٣] وتقوم هذه الفصوص الغديّة بإنتاج الحليب في الإناث إذا تم تحفيزها هرمونيًا؛ بحيث تصب الحليب في مجموعة من القنوات المتصلة بالحلمات.^[٤]

وظيفة العقد اللبنية

تكمن وظيفة الغدد اللبنية الأساسية في إنتاج الحليب، إذ تلعب الهرمونات دورًا فعالًا في تسهيل هذه الوظيفة،^[٥] وفيما يلي بيان لوظائف الغدد اللبنية تبعًا للمرحلة التي تمر بها المرأة:

• عند البلوغ: يزيد إفراز الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) الذي يطوّر النسيج الغديّ في الثدي، ويزيد من تراكم النسيج الدهني في الثدي مما يزيد في حجمه، أمّا هرمون البروجيسترون (الإنجليزية: Progestron) فيعمل على تطوير نظام القنوات الموجود في الثدي.^[٢]
• عند الحمل: يزيد تركيز كل من الإستروجين والبروجيسترون؛ وذلك يساهم في اكتمال نمو الغدد اللبنية، ويُفرز هرمون الحليب (بالإنجليزية: Prolactin) الذي يحفز إفراز الحليب، أمّا هرمون الأوكسيتوسين (بالإنجليزية: Oxytocin) يساهم بتدفق الحليب عند الحامل من الغدد اللبنية.^[٢]
• عند انقطاع الطمث: وهو السن الذي تتوقف فيه الدورة الشهرية بشكل دائم عند المرأة، ,ويؤثر بصورة مباشرة على العقد اللبنية؛ فيبدأ عند انقطاع الطمث تليّف وتحلّل النسيج الموجود في قنوات هذه الغدد، وبالتالي انكماش الغدة اللبنية،مما يؤدي إلى فقدان قدرتها على إنتاج الحليب.^[٦]

الأمراض المرتبطة بالعقد اللبنية

تجدر الإشارة إلى حالات مرضية ممكن أن تؤثر على الغدد اللبنية وعملها، سنذكر منها الآتي:

سرطان الثدي

يمكن لسرطان الثدي أن ينشأ من أي مكان في الثدي، كالغدد اللبنية، أو قنوات الحليب، أو أي نسيج آخر،^[٥] ويوصي الأطباء النساء اللواتي تزيد أعمارهن عن 40 سنة بعمل فحص ذاتي للثدي شهرياً، وإجراء التصوير بالماموجرام مرة سنوياً على الأقل، إذ إن الكشف المبكر عن سرطان الثدي يساهم بفرصة شفاء أكبر.^[٦]

توسع القنوات الثديية

يعرف توسع القنوات الثديية (بالإنجليزية: Mammary duct ectasia) بأنها حالة حميدة (غير سرطانية) تصيب قنوات الحليب في الثدي، فتزيد من توسعها وسماكة جدرانها، الأمر الذي يؤدي إلى إغلاق هذه القنوات، وتراكم السوائل فيها، ويجدر الذكر أنها أكثر شيوعًا لدى النساء اللواتي اقتربن من سنّ انقطاع الطمث، لكنها تحدث أيضاً بعد سن انقطاع الطمث، علمًا أنّ هذا التوسع في القنوات قد يزول من تلقاء نفسه دون أي علاج، لكن قد يوصي الطبيب في بعض الحالات باستخدام الضغط على الثدي، وتناول أدوية المضادات الحيوية، وفي حال استمر ظهور الأعراض، فقد يلجأ الطبيب لإزالة هذه القنوات جراحيًا.

التهاب الثدي

يمكن تعريف التهاب الثدي أو التهاب قنوات الثدي (بالإنجليزيّة: Mastitis) بأنه التهاب بكتيريّ يصيب نسيج الثدي عند النساء، ويعد أكثر شيوعًا بين النساء المرضعات، لكنه قد يصيب أي امرأة أخرى، فيتعرّض النسيج المكوّن للثدي للالتهاب والانتفاخ، فتشعر المرأة بألم حارق في الثدي، والتورّم، والاحمرار، وارتفاع درجة الحرارة، وآلام العضلات، وفي الغالب يتمّ علاج هذه الحالة منزليًا، لكن تحتاج في بعض الأحيان إلى تناول مضاد حيوي.^[٧]

تحجّر الثدي

تحجر الثدي أو احتقان الثدي هو ألم الصدر الناتج عن امتلاء الثدي بالحليب، ويحدث حينما تنتج الغدد اللبنية كمية من الحليب أكبر من تلك التي يتناولها الطفل، ويعود ذلك إلى مشاكل في عملية الرضاعة، كعدم قدرة الطفل على التقام الثدي وسحب الحليب بشكل كافٍ، وقد يرافق تحجر الثدي عدّة أعراض مثل؛ تضخم حجم الثدي، وزيادة صلابته، والشعور بالألم، وارتفاع درجة حرارة الجسم.^[٨]