في بعض حالات سرطان الثّدي (بالإنجليزية: Breast Cancer)، قد يُخبر الطبيب المرأة بأن خلايا السرطان انتقلت إلى أجزاء أخرى من جسمها، أيّ أنّها ليست فقط في الثّدي، وهذا الأمر سيُشير إلى أن المرض أصبح أكثر تطورًا وتقدمًا.[١]
انتشار سرطان الثدي للغدد اللمفاوية
تُعد الغدد الليمفاوية (بالإنجليزية: Lymph Nodes) من أولى الأماكن التي ينتقل إليها سرطان الثدي، وتتواجد هذه الغدد داخل الثدي، وتحت الذراعين، وبالقرب من عظام الترقوة (بالإنجليزية: Collarbone)، لذا عند الإصابة بسرطان الثدي، يقوم الطبيب أيضًا بفحص العقد الليمفاوية للتأكد من إصابتها أم لا، إذ أنه عادةً لا توجد أي أعراض في حال وجود خلايا سرطان الثدي في الغدد الليمفاوية.[١]
ما هي أعراض انتشار سرطان الثدي للغدد الليمفاوية؟
في الحالات الطبيعية، يكون حجم الغدد الليمفاوية صغيرًا جدًا، إذ لا يُمكن إيجادها أو رؤيتها أو الشعور بها، ولكن عند إصابتها بالالتهابات، أو العدوى، أو حتى السرطان، فيزداد حجم هذه الغدد، إذ يُمكن للمريضة الشعور بالغدد القريبة من سطح الجلد من خلال لمس الجلد بالأصابع، كما يُمكن رؤية بعضها بالعين المجردة نتيجة لكبر حجمها، أما في الحالات التي تكون فيها الغدد الليمفاوية تحتوي على عدد قليل من الخلايا السرطانية، ففي هذه الحالات لا يُمكن التمييز بين الغدد مصابة والطبيعية،[٢] ومن الجدير بالذكر أنه عند إصابة الغدد الليمفاوية بالسرطان، تظهر بعض الأعراض العامة على المصابة، كالشعور بالتعب أكثر من المعتاد، أو فقدان الشهية، أو الشعور بالمرض على وجه العموم، بالإضافة لفقدان الوزن غير المبرر.[٣]
ما هي الفحوصات اللازمة للكشف عن انتشار سرطان الثدي إلى الغدد الليمفاوية؟
يُمكن الكشف عن انتشار سرطان الثدي إلى الغدد الليمفاوية من خلال إجراء بعض الفحوصات، ويُذكر منها ما يأتي:
- تحاليل الدم: (بالإنجليزية: Blood Tests)، لا يُمكن الاعتماد على تحاليل الدّم وحدها لتشخيص سرطان الثدي في الغدد الليمفاوية، ولكن يُمكن أن تُشير نتائج تحاليل الدّم لحاجة المريضة لإجراء المزيد من الفحوصات، بالإضافة لذلك وجود بعض أنواع الواسم الورمي (بالإنجليزية: Tumor Marker) في الدم، يُشير لاحتمالية وجود سرطان الثدي في الغدد الليمفاوية، وتكون هذه الواسمات الورمية علامات مفيد في بعض الحالات وليست جميعها.[٤]
- الفحص السريري: يقوم الطبيب بالكشف عن وجود أي تضخم في الغدد الليمفاوية، إذ أن الغدد الليمفاوية الطبيعية لا يمكن الشعور بها على سطح الجلد، لذلك في الكثير من حالات سرطان الثدي، يفترض الطبيب أن الغدد الليمفاوية المتضخمة الموجودة بالقرب من الثدي تحتوي على خلايا سرطانية.[٢]
- الاختبارات التصويرية: (بالإنجليزية: Imaging Tests)، إذ يُمكن للاختبارات التصويرية أن تكشف عن الغدد الليمفاوية المتضخمة حتى لو كانت عميقة في الجسم،[٢] ومن الاختبارات التصويرية ما يأتي:
- التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني: (بالإنجليزية: Positron Emission Tomography- Computed Tomography)، واختصارًا "PET-CT"، ويُعد هذا النوع من الاختبارات التصويرية يستخدم مزيجًا من التصوير المقطعي الذي يُجري مجموعة من الصور ثلاثية الأبعاد باستخدام الأشعة السينية، بالإضافة للتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني،[٤] إذ يستخدم عقارًا مشعًا أو متتبع لإظهار نشاط الخلايا غير الطبيعية.[٥]
- التصوير المقطعي: (بالإنجليزية: Computed Tomography Scan)، واختصارًا "CT-Scan"، في هذا النوع من الاختبارات التصويرية، تستخدم الأشعة السينية (بالإنجليزية: X-rays) لتكوين صورًا ثلاثية الأبعاد للأجزاء المراد تصويرها داخل الجسم.[٤]
- التصوير بالرنين المغناطيسي: (بالإنجليزية: Magnetic Resonance Imaging)، واختصارًا "MRI"، في هذا النوع من الاختبارات التصويرية، تستخدم مجالاً مغناطيسيًا قويًا لإنتاج صورًا ثلاثية الأبعاد للأعضاء داخل الجسم المراد تصويرها.[٤]
- الخزعة: (بالإنجليزية: Biopsy)، تُعد الخزعة من الاختبارات التي تُستخدم لتشخيص انتشار سرطان الثدي إلى الغدد الليمفاوية، ويُمكن إجراؤها إما بعد جراحة الثدي، أو كإجراء منفصل لأخذ الخزعة فقط،[٦] وفيما يأتي توضيحًا لأنواع خزعات الغدد الليمفاوية:
- خزعة العقدة الليمفاوية الحارسة: (بالإنجليزية: Sentinel Lymph Node Biopsy)، أثناء هذا الإجراء يُزيل الطبيب العقدة الليمفاوية الحارسة، لترسل إلى المختبر لإجراء الفحوصات اللازمة عليها، ويُجرى الفحص عادةً على هذا النوع من العقد الليمفاوية، لأن سرطان الثدي ينتشر عادة في البداية للعقدة الليمفاوية الحارسة.[٧]
- جراحة العقد الليمفاوية الإبطية: (بالإنجليزية: Axillary Lymph Node Dissection)، وهي إجراء بديل عن خزعة العقدة الليمفاوية الحارسة، إذ خلال هذا الاختبار يُزيل الطبيب الجراح جميع العقد الليمفاوية الموجودة في منطقة الإبط، وتُرسل للمختبر لإجراء الفحوصات اللازمة عليها للتأكد من وجود خلايا سرطان الثدي فيها.[٦]
كيف يمكن علاج انتشار سرطان الثدي للغدد الليمفاوية؟
يُعد الهدف الأساسي لعلاج السرطان، هو قتل أكبر قدر ممكن من الخلايا السرطانية، ووجود سرطان الثدي في الغدد الليمفاوية يعني أن المصابة ستحصل على علاج إضافي للقضاء على جميع الخلايا السرطانية، [٦] ومن العلاجات المستخدمة لعلاج سرطان الثدي المنتشر في الغدد الليمفاوية ما يأتي:
- العلاج الكيميائي: (بالإنجليزية: Chemotherapy)، يُساعد العلاج الكيميائي على قتل جميع الخلايا السرطانية الموجودة في أي مكان في الجسم.[٦]
- العلاج الموجه: (بالإنجليزية: Targeted Drugs)، وهو من العلاجات المستخدمة حديثًا، وهدفه الأساسي منع أنواع معينة من البروتينات، أو الطفرات الجينية من تحفيز تطور سرطان الثدي.[٧]
- أدوية العلاج المناعي: (بالإنجليزية: Immunotherapy Drugs)، تعمل هذه الأدوية على تحفيز الجهاز المناعي من أجل تدمير الخلايا السرطانية، وذلك في أنواع معينة فقط من سرطانات الثدي.[٧]
- العلاج بالهرمونات: (بالإنجليزية: Hormonal Therapy)، تعمل هذه الأدوية على منع إنتاج وعمل الهرمونات الأنثوية في الجسم، كالإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen)، والبروجيسترون (بالإنجليزية: Progesterone)، لأن بعض أنواع سرطان الثدي يعتمد في نموه على هذه الهرمونات، فمنع عمل هذه الهرمونات في مناطق معينة في الجسم يبطئ تطور خلايا السرطان.[٧]
- العلاجات التكميلية: (بالإنجليزية: Integrative Therapy)، ويُمكن لهذه العلاجات أن تحسن من الحالة الصحية للمريضة أثناء تلقي العلاجات المذكورة سابقًا، ومن هذه العلاجات ما يأتي:[٧]
- المسكنات للتقليل من الألم.
- العلاج الطبيعي.
كيف يُمكن التعايش مع انتشار سرطان الثدي للغدد الليمفاوية؟
تُساعد بعض الإجراءات على التعايش مع انتشار سرطان الثدي للغدد الليمفاوية بشكل طبيعي، ويُذكر من هذه الإجراءات ما يأتي:[٧]
- تناول نظام غذائي صحي، لتعزيز قوة الجسم والحفاظ على الوزن، والتقليل من الآثار الجانبية للعلاجات المستخدمة للسرطان بشكل أفضل، كما أن التغذية الجيدة تُقلل من خطر الإصابة بالعدوى، وتزوّد الجسم بالطاقة المناسبة لممارسة الحياة اليومية الطبيعية.
- ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة، والتي بدورها تُعزز قوة الجسم، مما يُساعد على الشعور بالحيوية والطاقة، وخصوصًا ممارسة التمارين الرياضية في الهواء الطلق.
- الحصول على الدعم النفسي والمشورة الطبية حول أهم الإجراءات بعد تشخيص المرض، يُساعد على تحسين الوضع النفسي للمريضة.
نصيحة: اطلبي الاستشارة الطبية قبل إجراء أي تغيير في النظام الغذائي أو النظام الرياضي.
المراجع
- ^ أ ب "Slideshow: Where Breast Cancer Spreads", webmd, 23/10/2020, Retrieved 17/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Lymph Nodes and Cancer", cancer, 2/3/2021, Retrieved 17/5/2021. Edited.
- ↑ "Breast cancer - secondary", christie.nhs, Retrieved 17/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Secondary breast cancer", macmillan, 31/10/2018, Retrieved 17/5/2021. Edited.
- ↑ "Positron emission tomography scan", mayoclinic, Retrieved 13/6/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث Pam Stephan (25/2/2020), "An Overview of Lymph Node-Positive Breast Cancer", verywellhealth, Retrieved 17/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح Maurie Markman (12/3/2021), "Metastatic breast cancer", cancercenter, Retrieved 17/5/2021. Edited.