يُعد المبيض (بالإنجليزية: Ovary) نوعًا من الغدد الأنثوية التي تقوم بإنتاج البويضات، وتكوين الهرمونات الأنثوية كالأستروجين (بالإنجليزية: Estrogen)، والبروجيسترون (بالإنجليزية: Progesterone)، واللذان يلعبان دورًا مهمًا في ظهور السمات الأنثوية كنمو الثدي، وشكل الجسم، وشعر الجسم، إضافةً إلى دورهما في الدورة الشهرية والخصوبة والحمل، ويوجد في جسم المرأة مبيضان؛ يقع كل واحد منهما على جانب من الرحم.[١]


ما هو مرض سرطان المبيض؟

يحدث سرطان المبيض (بالإنجليزية: Ovarian Cancer) عندما تبدأ الخلايا في المبيض بالنمو والانقسام بشكل غير طبيعي؛ بحيث لا يستطيع الجسم السيطرة عليه، لتُشكل في نهاية المطاف ورمًا، وكلما كان الكشف عن الخلايا السرطانية مبكرًا كلما كان أفضل؛ وذلك لمنع نمو الخلايا السرطانية في الأنسجة المحيطة، وانتشارها إلى باقي مناطق الجسم، ويوجد عدة أنواع لسرطان المبيض، ويعتمد تصنيفه على نوع الخلايا التي بدأ فيها السرطان بالظهور، وتُعد الأورام الظهارية (بالإنجليزية: Epithelial Cancers) من أكثر أنواع سرطان المبيض شيوعًا، وهو نمو للسرطان في الخلايا التي تغطي المبيض أو قناة فالوب، ويعتقد معظم الأطباء أن غالبية أنواع الأورام الظهارية تبدأ في الخلايا التي تقع في نهاية قناة فالوب، لتنتقل بعد ذلك إلى المبيض.[٢]


أعراض الإصابة بسرطان المبيض

في معظم حالات سرطان المبيض لا يتم تشخيص المرض إلّا في مراحله المتقدمة؛ إذ إن حوالي 20% من الحالات فقط يتم تشخيصها في المراحل المبكرة، ويعود السبب في ذلك إلى أن أعراض سرطان المبيض لا تظهر في مراحلها المبكرة، أو أنها تُشابه أعراض مشاكل المعدة والجهاز الهضمي، وعادةً ما تبدأ أعراض سرطان المبيض بالظهور بعد انتشار المرض خارج المبيضين، كانتشارها إلى العقد الليمفاوية خارج البطن، أو الجلد، أو الكبد، أو الطحال، أو السوائل حول الرئتين، أو الأمعاء، أو الدماغ، ومن الأعراض الشائعة لسرطان المبيض ما يأتي:[٣]

  • انتفاخ البطن، أو عسر الهضم، أو الغثيان.
  • تغيّرات في الشهية، كفقدانها أو الشعور بالشبع بشكل أسرع من المعتاد.
  • الشعور بضغط في منطقة الحوض، أو أسفل الظهر.
  • التبول بكثرة.
  • الإمساك.
  • تغيّرات في حركة الأمعاء.
  • زيادة في محيط البطن.
  • الشعور بالتعب، أو انخفاض الطاقة.
  • تغيّرات في الدورة الشهرية.


أسباب الإصابة بسرطان المبيض

يُعد السبب الرئيسي الكامن وراء حدوث سرطان المبيض غير معروف للآن، ولكن يوجد مجموعة من العوامل يمكنها أن تزيد من خطر الإصابة به،[٤] ويُذكر من هذه العوامل ما يأتي:

  • العمر: إذ يزداد خطر الإصابة بسرطان المبيض بعد وصول المرأة لسن اليأس.[٥]
  • السمنة: فالنساء البدينات أكثر عرضة للإصابة بسرطان المبيض من النساء الأخريات، كما أن معدلات الوفيات بسبب سرطان المبيض لدى النساء البدينات أعلى أيضًا.[٥]
  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان المبيض: يزداد خطر إصابة امرأة بسرطان المبيض في حال وجود تاريخ عائلي للإصابة، خصوصًا إذا كان الأقارب المصابين هم الأم أو الأخت.[٤]
  • العوامل الجينية: وجود طفرة جينية في جين BRCA1 أو BRCA2، يزيد من خطر إصابة المرأة بسرطان الثدي أو سرطان المبيض.[٤]
  • العلاج بالهرمونات البديلة: (بالإنجليزية: Hormone Replacement Therapy)، ما زالت الآراء متضاربة حول خطر هذه العلاجات على الإصابة بسرطان المبيض، ولكن من الممكن أن تزيد من خطر الإصابة به بنسبة ضئيلة.[٤]
  • الانتباذ البطاني الرحمي: (بالإنجليزية: Endometriosis)؛ إذ أظهرت الأبحاث أن النساء المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي أو ما يُعرف ببطانة الرحم المهاجرة، لديهم فرصة أعلى للإصابة بسرطان المبيض.[٤]
  • التدخين: ومن المؤكد أن الإقلاع عن التدخين يساعد على التقليل من خطر الإصابة بسرطان المبيض، والعديد من الأمراض الأخرى.[٤]


تشخيص سرطان المبيض

تُساعد بعض الفحوصات والاختبارات في تشخيص سرطان المبيض، وفيما يأتي توضيحًا لذلك:

  • فحص الحوض: (بالإنجليزية: Pelvic Exam)، أثناء هذا الفحص يُدخل الطبيب أصابعه في المهبل بعد ارتدائه للقفازات الطبية، ويضغط في نفس الوقت على منطقة البطن، من أجل فحص أعضاء الحوض، كما يفحص أيضًا الأعضاء التناسلية الخارجية، والمهبل، وعنق الرحم بصريًا.[٦]
  • اختبارات الدم: يُجري الطبيب اختبارات الدّم للكشف عن وظائف الأعضاء المختلفة، بالإضافة للبحث عن علامات الورم (بالإنجليزية: Tumor Markers)؛ والتي قد تُشير لوجود سرطان المبيض، ومنها المستضد السرطاني 125 (بالإنجليزية: Cancer Antigen 125)، ولكن لا يُستخدم هذا الفحص لتأكيد تشخيص الإصابة بسرطان المبيض، إلّا أنه يُعطي أدلة حول وجود المرض والتنبؤ بفرصة حدوثه.[٦]
  • الاختبارات التصويرية: تُساعد الاختبارات التصويرية على الكشف عن حجم وشكل بنية المبيضين،[٦] ومن هذه الاختبارات:[٧]
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Ultrasound)، يُستخدم فحص الموجات الصوتية على البطن، أو السونار المهبلي إذا كانت المرأة تُعاني من أعراض سرطان المبيض.
  • التصوير المقطعي المحوسب (بالإنجليزية: Computed Tomography Scan)، وهو اختبار يستخدم الأشعة السينية بالإضافة لجهاز حاسوب لإنشاء صورًا مفصلة لأعضاء الجسم.
  • الخزعة الموجهة بالتصوير: من خلال تصوير المبيض لتحديد مكان أخذ العينة، يأخذ الطبيب خزعة (بالإنجليزية: Biopsy) من أنسجة المبيض.[٧]
  • تنظير البطن: (بالإنجليزية: Laparoscopy)، يُستخدم هذا الإجراء لمعرفة ما إذا كان سرطان المبيض انتشر في منطقة البطن أم لا.[٧]
  • سحب سوائل من البطن: يأخذ الطبيب عينة من سوائل البطن المتراكمة للتأكد مما إذا كانت الخلايا السرطانية موجودة فيها أم لا.[٧]


علاج سرطان المبيض

يعتمد علاج سرطان المبيض على مدى انتشاره،[٨] وفيما يأتي بيان لأهم العلاجات المستخدمة في علاج سرطان المبيض:

  • الجراحة: تُعد الجراحة لإزالة الورم السرطاني هي الطريقة الأكثر شيوعًا لعلاج سرطان المبيض؛ إذ تخضع معظم النساء المصابات بسرطان المبيض لعملية جراحية في مرحلة ما خلال مسار المرض، ولكل جراحة أهداف مختلفة.[٩]
  • العلاج الكيميائي (بالإنجليزية: Chemotherapy): تُساعد الأدوية المضادة للسرطان على تدمير الخلايا السرطانية، ويُستخدم هذا العلاج عادًة بعد الجراحة لتدمير أي خلايا سرطانية متبقية، أو قبل الجراحة لتقليص حجم الأورام وبالتالي تسهيل إزالتها، وعادةً إذا لم تكن المرأة بصحة جيدة لإجراء العملية الجراحية، يلجأ الطبيب للعلاج الكيميائي كعلاج رئيسي للمرض.[٩]
  • العلاج الإشعاعي (بالإنجليزية: Radiation Therapy): إجراء يستخدم الأشعة السينية عالية الطاقة لقتل الخلايا السرطانية وتقليص حجم الأورام، ولكن عادةً لا يُستخدم هذا العلاج بكثرة لعلاج سرطان المبيض،[٩] وإنما يُستخدم لعلاج السرطان المنتشر لمنطقة الحوض أو أماكن الجسم الأخرى.[٨]
  • الرعاية التلطيفية (بالإنجليزية: Palliative Care): تهدف الرعاية التلطيفية إلى تحسين نوعية حياة المريضة المصابة بسرطان المبيض؛ وذلك من خلال التخفيف من أعراض المرض، بالإضافة لإبطاء انتشار سرطان المبيض إلى أجزاء الجسم الأخرى، كما يُخفف ويُساعد هذا العلاج على إدارة الأعراض الناتجة عن استخدام العلاج الإشعاعي، أو العلاج الكيميائي، أو العلاجات الدوائية الأخرى.[٨]


المراجع

  1. "ovary", cancer, Retrieved 14/4/2021. Edited.
  2. "What is ovarian cancer?", cancerresearchuk, 13/12/2018, Retrieved 14/4/2021. Edited.
  3. "Ovarian cancer symptoms", cancercenter, 12/4/2021, Retrieved 14/4/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح "Causes -Ovarian cancer", nhs, 10/2/2020, Retrieved 14/4/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Slideshow: A Visual Guide to Ovarian Cancer", webmd, 6/8/2020, Retrieved 14/4/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Ovarian cancer", mayoclinic, 25/7/2019, Retrieved 14/4/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث "Ovarian cancer -Tests", cancerresearchuk, 24/1/2019, Retrieved 14/4/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت "ovarian cancer", cancer, Retrieved 14/4/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت "Ovarian Cancer Treatment Options", ovarian, 21/1/2021, Retrieved 14/4/2021. Edited.