تتعرض العديد من النساء للإصابة بمرض سرطان الثدي، وباتخاذ الإجراء والعلاجات المناسبة يتمكّن الأطباء من التغلب عليه، ولكن بعد التعافي منه فإنهنّ يقلقن بشأن عودة حدوث سرطان الثدي مرة أخرى،[١] ويشكّل الخوف من عودة ظهور السرطان أكبر مصدر للقلق لدى النساء اللاتي تعافين من المرض، ومن الجدير بالذكر ضرورة تعلم كيفية التعامل مع هذه المخاوف والقلق مع اتباع الإرشادات التي تقلل من احتمالية حدوثه.[٢]


كيف تتجنبين عودة سرطان الثدي؟

هناك عدد من الاستراتيجيات والطرق التي يمكن للسيدة اتباعها لتقليل خطر عودة حدوث سرطان الثدي مرة أخرى، والتي نُبين أبرزها على النحو التالي:[٣]


الاستمرار بممارسة التمارين الرياضية

تساهم ممارسة التمارين الرياضية والأنشطة البدنية في تقليل خطر عودة سرطان الثدي مرة أخرى، ولكن ما تزال هناك حاجة للمزيد من الأبحاث التي تدعم ذلك، وبشكلٍ عام فإنّ ممارسة الأنشطة البدنية بشكلٍ منتظم تحسّن صحة الشخص على المدى الطويل، وهي ذات أهمية في تقليل خطر الإصابة بعدد كبير من الحالات المرضية؛ مثل: النوبات القلبية، والسكتات الدماغية، وبعض أنواع السرطانات،[٤] ويمكن أن تشمل التمارين الرياضية المفيدة في هذه الحالة: المشي، والركض، وتمارين القلب الهوائية، وتمارين القوة، إلى جاب تمارين المرونة، وتأتي التوصيات المتعلقة بممارسة التمارين الرياضية لتجنب عودة سرطان الثدي على النحو التالي:[٥]

  • ممارسة ما لا يقل عن ساعتين ونصف أسبوعياً من التمارين الهوائية المعتدلة؛ مثل المشي السريع، أو ساعة وربع أسبوعياً من التمارين البدنية الشديدة؛ مثل الجري.
  • ممارسة تمارين العضلات مع رفع الأثقال ليومين في الأسبوع.


الحفاظ على وزن صحي

يجب تقليل الوزن إذا كانت المرأة تعاني من زيادة الوزن، ويمكن تقليل الوزن عن طريق خفض السعرات الحرارية المستهلكة وزيادة مستوى النشاط البدني للوصول إلى وزن صحي، كما تجدر المحافظة على الوزن الصحي بعد الوصول إليه.[٦]


اتباع نظام غذائي صحي

أظهرت الدراسات أنّ اتباع نظام غذائي صحي غني بالدهون والسعرات الحرارية يزيد من مستويات هرمون الإستروجين في الدم والذي قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، ولذلك ينصح باتباع نظام غذائي منخفض الدهون والسعرات الحرارية بعد الإصابة بسرطان الثدي نظراً لأن ذلك يساهم في تحسين الصحة العامة والعافية، وفيما يتعلق بالتوصيات المرتبطة بالنظام الغذائي الخاص بالمرأة التي تعافت من سرطان الثدي، فهو قد يتضمن ما يأتي:[٢]

  • تناول ما لا يقل عن خمس حصص يومية من الفواكه والخضروات.[٢]
  • التوجه نحو الأطعمة العضوية قدر الإمكان،[٢] والأطعمة العضوية هي الأطعمة التي تمت زراعتها أو تربيتها أو تنشئتها دون استخدام مواد صناعية سواء أكانت مواد كيميائية، أو هرمونات، أو مضادات حيوية، أو كائنات معدلة وراثيًا، وفي ذات الوقت فإنها تكون خاليًا من المضافات الغذائية الاصطناعية؛ كالمحليات والمواد الحافظة، ومن أبرز الأمثلة عليها: الفواكه، والخضروات، والحبوب، ومنتجات الألبان، واللحوم.[٧]
  • غسل الخضروات والفواكه والمنتجات جيداً قبل استخدامها أو تناولها لأنها قد تكون ملوثة بالمبيدات الحشرية.[٢]
  • التقليل من تناول اللحوم الحمراء.[٢]
  • تناول الأسماك بنحو حصتين إلى 3 حصص في الأسبوع الواحد.[٢]
  • التقليل من تناول الأطعمة التي تتضمن الدهون المتحولة.[٢]
  • شرب الشاي الأخضر بمقدار كوب إلى 4 أكواب يومياً فهو يمتاز باحتوائه على مادة الكاتيكين ذات الخصائص المضادة للسرطان.[٨]


تجنب الكحول

يجدر تجنب الكحول بالكامل بالنسبة للنساء اللاتي أصبن في السابق بسرطان الثدي، ذلك أن الكحول هو مادة مسرطنة تزيد من خطر الإصابة بالسرطانات بشكلٍ عام.[٩]


الإقلاع عن التدخين

يزيد تدخين التبغ من احتمالية الإصابة بالعديد من أنواع السرطانات، ويشار إلى أنّ الإقلاع عن التدخين هو وسيلة لتقليل احتمالية عودة تشكل سرطان الثدي مرة أخرى، إضافة إلى الحفاظ على الصحة العامة للشخص، وهناك عدد من الطرق التي يمكن من خلالها الإقلاع عن التدخين، والتي نذكر من أبرزها ما يأتي:[٥]

  • البحث عن مجموعات الدعم التي تتشكل بغرض هدف جماعي معين بين المشاركين، كمجموعة الدعم التي يقصدها الفرد للإقلاع عن التدخين فيكون جميع الموجودين فيها يبغون نفس الهدف.
  • التقليل من التعرض للتوتر، والسيطرة عليه، فهو سبب شائع للتدخين.
  • استخدام بدائل النيكوتين التي تساعد على الإقلاع عن التدخين، والتي تتوفر على شكل لصقات، أو لبان، أو أقراص مص، أو أجهزة الاستنشاق، أو رذاذ الأنف.


تلقي الدعم القوي والمناسب

بالرغم من أنّ نشوء سرطان الثدي يرتبط بالتغيرات الخلوية التي تطرأ على الجسم، إلا أن للظروف النفسية والعاطفية تأثير كبير في صحة الشخص، لذلك يجدر بالمرأة التي تعافت من سرطان الثدي الاعتناء بصحتها العاطفية، ويمكنها ذلك من خلال تشكيل علاقات قوية مع الأصدقاء والعائلة للحصول على الدعم النفسي الكامل، كما يمكنها استشارة طبيب مختص بشأن التعامل مع الضغوطات بما يقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي.[١٠]


الالتزام بالعلاجات الطبية

هناك عدد من العلاجات الطبية التي قد يتم اتباعها والاستعانة بها بهدف تقليل عودة ظهور سرطان الثدي مرة أخرى، ونذكر من هذه العلاجات الطبية ما يأتي:[١١]

  • العلاجات الهرمونية: والتي تلعب دوراً في تقليل احتمالية تكرار الإصابة بسرطان الثدي عند إعطائها للنساء اللاتي أصبن بسرطان الثدي ذو مستقبلات هرمونية، بحيث يعطي نتائج إيجابية عند الكشف عن المستقبلات الهرمونية.[١٢]ويجب إعطاء العلاج الهرموني لخمس سنوات على الأقل.[١١]
  • العلاج الكيميائي: والذي يلعب دوراً في تقليل احتمالية تكرار الإصابة بسرطان الثدي عند إعطائه للنساء المصابات بسرطان الثدي ولديهن مخاطر متزايدة لتكرار الإصابة بالسرطان، ومن الجدير ذكره أنّ النساء اللاتي يتلقين العلاج الكيميائي قد تزداد احتمالية بقائهن على قيد الحياة لفترةٍ أطول مقارنةً مع اللاتي لم يخضعن لهذا العلاج.[١١]
  • العلاج الإشعاعي: والذي يلعب دوراً في تقليل احتمالية تكرار الإصابة بسرطان الثدي عند إعطائه للنساء اللاتي تم إخضاعهنّ لجراحة الثدي المحافظة (بالإنجليزية: Breast-conserving surgery) كعلاج سرطان الثدي، أو النساء اللاتي يوجد لديهن ورم بحجم كبير أو سرطان الثدي من النوع الالتهابي.[١١]
  • العلاج الموجه: (بالإنجليزية: Targeted therapy)، والذي يلعب دوراً في تقليل احتمالية تكرار الإصابة بسرطان الثدي عند إعطائه للنساء المصابات بسرطان الثدي من النوع الذي يعمل على تصنيع المزيد من بروتين (HER2)، إذ يستهدف العلاج الموجه بروتين (HER2) فيقضي عليه، وبالتالي يقضي على الورم السرطاني.[١١]
  • أدوية بناء العظام: والتي تلعب دوراً في تقليل خطر تكرار عودة الإصابة السرطان لدى النساء المعرضات لخطر متزايد لتكرار الإصابة بسرطان الثدي.[١١]


ما هي فحوصات المتابعة اللازمة لسرطان الثدي؟

يقوم الأطباء بوضع خطة بعد تعافي المُصابة من السرطان؛ بحيث تقتضي هذه الخطة إخضاع المرأة لفحوصات متابعة منتظمة على أيدي الفريق الطبي المختص، وتهدف فحوصات المتابعة هذه إلى الكشف عن أي علامات أو مؤشرات قد تدل على وجود مشاكل ناجمة عن العلاجات التي تم إخضاع المرأة لها، أو تدل على تكرار ظهور السرطان مرة أخرى، ونذكر من فحوصات المتابعة اللازمة لسرطان الثدي ما يلي:[١٣]

  • فحص الثدي بالأشعة: (بالإنجليزية: Mammograms)، ويتم إخضاع المرأة لهذا الإجراء بعد تعافيها من سرطان الثدي بشكلِ دوري كل ستة أشهر لمدة عام أو عامين، وإذا أظهر نتائج مُبشرة خلال هذه الفترة فيتم إجراؤه بعد ذلك مرة واحدة بشكلٍ سنوي، ويُجرى للثدي الذي أصيب بالسرطان، أما الثدي الآخر السليم والصحي فيتم إخضاعه لهذا الفحص بشكلٍ سنوي للكشف عن تطور سرطان جديد في الثدي، إذ إنّ النساء المصابات بسرطان الثدي في أحد الثديين يكون لديهن خطر متزايد لإصابة الثدي الآخر بالسرطان، ومن الجدير بالذكر أن النساء اللاتي خضعن لاستئصال كلا الثديين كعلاج لسرطان الثدي فإنهن لسن بحاجة لإجراء تصوير الثدي بالأشعة سنويًا.[١٣]
  • فحص الحوض: يتم إجراء فحوصات الحوض بشكلٍ سنوي للنساء اللاتي يتم إعطائهن دواء تاموكسيفين (بالإنجليزية: Tamoxifen) لعلاج سرطان الثدي، إذ إنّ هذا النوع من الأدوية قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرحم.[١٤]
  • اختبارات كثافة العظام: وتلعب دوراً في الكشف عن صحة العظام، ويُجرى هذا الفحص في حالاتٍ عدة، ومنها الحالات التي تستخدم فيها المرأة الأدوية من نوع مثبطات الأروماتيز (بالإنجليزية: Aromatase inhibitor) كعلاج هرموني يعطى لسرطان الثدي في مراحله المبكرة، أو في حال تعرضت المرأة لانقطاع الطمث نتيجة الخضوع لعلاجات سرطان الثدي.[١٥]
  • اختبارات أخرى: يقوم الطبيب بإخضاع المرأة لاختبارات وفحوصات أخرى في حال ظهرت لديها أعراض أو أظهر الفحص الجسدي أي مؤشرات قد ترتبط بعودة ظهور سرطان الثدي مرة أخرى، ومن الاختبارات الأخرى التي يتم إجراؤها: اختبارات الدم والفحوصات التصويرية؛ مثل فحوصات العظام وتصوير الصدر بالأشعة السينية، ومن الجدير ذكره أن هذه الفحوصات لا تعتبر جزءًا رئيسياً من المتابعة، ومن الجدير ذكره أنه في حال أظهرت أي من الفحوصات مؤشرات تدل على تكرار الإصابة بالسرطان أو ظهرت أعراض ترتبط بذلك فإنه يتم إخضاع المرأة لفحوصات تصويرية للتأكد والكشف عن ذلك، ومن هذه الفحوصات: التصوير بالأشعة السينية، والتصوير بالأشعة المقطعية، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، والتصوير بالرنين المغناطيسي، وفحص العظام، والخزعة.[١٥]


المراجع

  1. "how-to-reduce-your-risk-of-breast-cancer-recurrence-an-experts-guide", www.urmc.rochester.edu, Retrieved 17/5/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "reducing_recurrence", hopkinsmedicine, Retrieved 17/5/2021. Edited.
  3. "recurrent-breast-cancer", mayoclinic, Retrieved 17/5/2021. Edited.
  4. "diet-lifestyle-breast-cancer-recurrence", breastcancernow, Retrieved 17/5/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "breast-cancer-recurrence-prevention", webmd, Retrieved 17/5/2021. Edited.
  6. "can-i-do-anything-to-prevent-cancer-recurrence", cancer, Retrieved 17/5/2021. Edited.
  7. "What is Organic Food, and is it Better Than Non-Organic?", healthline, Retrieved 8/6/2021. Edited.
  8. "breast-cancer-prevention", stanfordhealthcare, Retrieved 17/5/2021. Edited.
  9. "diet-and-breast-cancer-risk", verywellhealth, Retrieved 17/5/2021. Edited.
  10. "Recurrent breast cancer", cancercenter, Retrieved 17/5/2021. Edited.
  11. ^ أ ب ت ث ج ح "recurrent-breast-cancer"، mayoclinic، اطّلع عليه بتاريخ 17/5/2021. Edited.
  12. "Advances in Targeted Therapy for Breast Cancer", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 17/5/2021. Edited.
  13. ^ أ ب "preventing-recurrence", drsusanloveresearch, Retrieved 17/5/2021. Edited.
  14. "follow-care-and-monitoring", cancer, Retrieved 17/5/2021. Edited.
  15. ^ أ ب "follow-up-care-after-breast-cancer-treatment", cancer, Retrieved 17/5/2021. Edited.