يعد الصداع النصفي، أو الشقيقة (بالإنجليزية: Migraine) أحد المشكلات الصحية الشائعة التي تكون مزعجة وخطيرة في بعض الأحيان، وعلى الرغم من أنها مشكلة عامة تصيب النساء والرجال، إلا أنها تتكرر بوتيرة أكبر وضمن فترات معينة، بالإضافة أنها تمتد لفترة زمنية أطول لدى النساء،[١] وفي هذا المقال سنبين الأسباب المتعلقة بهذا وبعض العوامل الأخرى المهمة التي تتسبب في تكرار الصداع النصفي عند النساء.


لماذا تصيب الشقيقة النساء أكثر من الرجال؟

يعود سبب تعرض النساء إلى الصداع النصفي بنسبة أعلى من الرجال إلى طبيعة عمل الهرمونات الجنسية لدى الإناث،[٢] حيث يساهم الاختلاف المستمر في نسب الهرمونات الجنسية لدى النساء في زيادة نسبة خطر الإصابة بالصداع النصفي أو الصداع المزمن،[٣] ونخص بالذكر هرمون الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen)، إذ تُعزى حالات الصداع النصفي المتكرر والشديد في أغلب الحالات إلى تفاوت مستويات هرمون الإستروجين في الجسم،[١] مما يتسبب بزيادة واضحة في عدد النساء المعرضات للإصابة بالصداع النصفي مقارنةً بالرجال، فبحسب الدراسات التي أجرتها مؤسسة الشقيقة البحثية (بالإنجليزية: Migraine research foundation) فقد خلصت إلى العديد من النتائج وتاليا بيانها:[٤]

  • إن عدد النساء اللواتي يتعرضن للصداع النصفي في مرحلة البلوغ يساوي تقريبًا 3 أضعاف عدد الرجال الذين يتعرضون للإصابة في نفس المرحلة العمرية.
  • تتعرض امرأة واحدة من بين كل 4 نساء إلى الإصابة بالصداع النصفي لمرة واحدة على الأقل خلال حياتها.
  • أشارت المؤسسة أيضًا إلى أن نصف عدد النساء اللواتي يعانين من الصداع النصفي يتعرضن لأكثر من نوبة في الشهر الواحد، بينما يتعرض الربع تقريبًا إلى أكثر من 4 نوبات شديدة في الشهر.


العلاقة بين بدء الدورة الشهرية وحدوث نوبة الصداع النصفي

أشارت وزارة الصحة الأمريكية أن أغلب النساء اللواتي يعانين من الصداع النصفي يتعرضن إلى نوبة صداع في فترة الدورة الشهرية، سواءً قبلها أو خلالها أو بعد انتهائها، فضلًا عن النوبات الأخرى في الأوقات المختلفة من الشهر، حيث توصف النوبات التي تحدث في فترة الحيض بالصداع النصفي المرتبط بالحيض (بالإنجليزية: Menstrual migraine)، وبالرغم من أن العلاقة المباشرة التي تربط الصداع النصفي بموعد الدورة الشهرية لا تزال مجهولة، إلا أن من الممكن أن يُعزى ذلك إلى الهبوط الحاد في مستوى هرمونيّ الإستروجين والبروجسترون (بالإنجليزية: Progesterone)، إذ يتسبب هذا الانخفاض في التأثير على مراكز الإحساس بالألم في الدماغ، إذ يتسبب تفاوت مستويات الهرمونات بتغير نسب بعض المواد الكيميائية التي تتحكم بدورها في استجابة الدماغ للشعور بالألم.[٥]


تأثير الشقيقة خلال الحمل

تتحسن حالة النساء المصابات بالصداع النصفي خلال فترة الحمل في أغلب الحالات، كما من المحتمل أن يختفي الصداع كليًّا، ويعود ذلك إلى ارتفاع مستوى الإستروجين خلال فترة الحمل، أما بعد الولادة، فقد يساهم الهبوط المفاجئ في مستوى هرمون الإستروجين في عودة الصداع النصفي مجددًا، خاصّةً عند تزامنه مع إرهاق الجسم بعد الولادة، والعناية بالمولود الجديد، وتغير الكثير من العادات اليومية مثل عادات النوم والأكل وغيرها.[٦]


تأثير انقطاع الطمث على حدوث الصداع النصفي

يختلف تأثّر الصداع النصفي بفترة انقطاع الطمث (بالإنجليزية: Menopause) بين النساء باختلاف العديد من العوامل، إذ من الممكن أن يتسبب انقطاع الطمث بتخفيف نوبات الصداع النصفي إذا كانت هذه النوبات مرتبطةً بتغير مستويات الهرمونات خلال الدورة الشهرية، أو في بعض الحالات زوال نوبات الصداع النصفي بشكل نهائي في الحالات التي يستمر انخفاض مستوى الهرمونات فيها بشكل دائم بعد فترة انقطاع الطمث، في حين من الممكن أن يؤثر بشكل عكسي في بعض الحالات الأخرى لدى نساء أخريات، إذ من الممكن أن يتسبب التفاوت الجديد في مستويات الهرمونات بسبب انقطاع الطمث بتعرض المرأة إلى نوبات صداع نصفي لأول مرة، أو زيادة حدة نوبات الصداع النصفي في حال وجودها مسبقًا، كما من المحتمل أن تتسبب بعض أدوية العلاج الهرموني الذي تستخدمه بعض النساء في فترة انقطاع الطمث بحدوث الصداع النصفي أيضًا.[٧]


مدة استمرار الصداع النصفي الناتج عن انقطاع الطمث

بالرغم من كون الصداع النصفي الناتج عن انقطاع الطمث أقل حدةً من الصداع النصفي الناتج عن التقلبات الهرمونية خلال الفترات الأخرى مثل الدورة الشهرية، إلا أنه قد يستمر أحيانًا لمدة تتراوح بين سنتين إلى 3 سنوات بعد أخر دورة شهرية، وفي الحقيقة يستغرق الصداع النصفي هذه المدة الطويلة نسبيًّا بسبب التقلبات الهرمونية المستمرة، إذ أنه يزول بمجرد استقرار مستوى الهرمونات في جسم المرأة، وبالرغم من ذلك، قد تستمر نوبات الصداع النصفي بالتكرار بدون توقف بعض انقطاع الطمث لدى بعض النساء، إذ يكون في هذه الحالات مرتبطًا بأسباب أخرى غير هرمونية.[٨]


المراجع

  1. ^ أ ب "Migraine is a women’s health issue", migraineresearchfoundation, Retrieved 12/4/2021. Edited.
  2. Maria Cohut, Ph.D. (14/8/2018), "Migraines are more common in women, but why?", medicalnewstoday, Retrieved 12/4/2021. Edited.
  3. "Why Women Have More Headaches Than Men", Northwestern Medicine, Retrieved 12/4/2021. Edited.
  4. affects about 28 million,experience migraine in their lives. "Migraine is an extraordinarily prevalent neurological disease", migraineresearchfoundation, Retrieved 12/4/2021. Edited.
  5. Peter J. Goadsby, Susan Hutchinson, B. Lee Peterlin (1/4/2019), "Migraine", womenshealth, Retrieved 12/4/2021. Edited.
  6. "Headaches and hormones: What's the connection?", mayoclinic, 10/12/2020, Retrieved 12/4/2021. Edited.
  7. " My-Oh-Migraine: Hormonal Headaches & Menopause", menopause, Retrieved 13/4/2021. Edited.
  8. "Migraine, menopause and HRT", nationalmigrainecentre, Retrieved 13/4/2021. Edited.