يتحرك الجنين في رحم الأم مُتخذًا العديد من الوضعيات طوال فترة الحمل، ولكن في الأسابيع الأخيرة من الحمل فإنه ينتقل للوضعية الأمامية، وهي الوضعيّة التي يتجه فيها رأس الطّفل إلى أسفل، ليكون مواجهًا لبطن الأم، وذلك استعدادًا للوِلادة الطّبيعيّة.[١]


كيف تكون وضعية الجنين قبل الولادة؟

يتّخذ الجنين وضعيّة مثاليّة للوِلادة في آخر مراحل الحمل، وفيها يكون رأسه متجهًا للأسفل، بحيث يكون وجهه مواجهًا لظهر الحامل مُلاصقًا ذقنه في صدره، كما تكون مؤخرة رأسه جاهزة للدخول في الحوض، وعادةً ما يبدأ الجنين بأخذ هذه الوضعية ما بين الأسبوع 32 - 36 من الحمل، إلّا أن هناك وضعيات أخرى للجنين يُمكن أن يتواجد بها، كوضعية الجنين المقعدي (بالإنجليزية: Presentation Breech) والتي تكون فيها أقدام الجنين للأسفل ويكون كأنه جالس، أو وضعية المجيء القَذالِي الخَلفي (بالإنجليزية: Occiput Posterior Position)، وفيها يكون وجه الجنين للأعلى، ولكن هذه الحالات لا تحدث دائمًا، وتحتاج إلى تغيير وضعية الجنين استعدادًا للولادة.[٢]


كيف يمكن تغيير وضعية الجنين استعدادً للولادة؟

في الحالات التي لا يكون فيها الجنين مُتّخذًال الوضعيّة المُناسبة للوِلادة، يقوم الطبيب ببعض الإجراءات الطبية ويُعطي بعض التّوصيات للحفاظ على سلامة كلٍ من الأم والجنين أثناء الولادة،[١] ويُذكر منها:

  • جُلوس الأُم على الكرسي بوضعية تكون فيها الركبتين أقل من مستوى الحوض، والجذع مائلًا قليلًا للأمام.[٣]
  • الجلوس على الكرة المطاطية.[٣]
  • السباحة مع توجيه البطن نحو الأسفل.[٣]
  • النوم على إحدى الجانبين، وتجنّب النوم على الظهر.[٣]
  • الجلوس على وسادة إسفنجية في السيارة، وذلك لجعل الحوض يميل نحو الأمام.[٣]
  • الركوع أو السجود على الأرض، أو الجلوس على وِسادة عند مشاهدة التلفاز.[٣]
  • اتخاذ وضعية اليوجا، كالجلوس بوضعية الظهر مستقيمًا، وباطن القدمين على بعضهما البعض، والركبتين على الجانبين.[٣]
  • القيام ببعض الحركات التي تُساعد على قلب الجنين بمساعدة الجاذبية الأرضية، كما تُساعد هذه الحركات على استرخاء عضلات الحوض والرحم، كالتأرجح ذهابًا وإيابًا على اليدين، أو بتحريك الجسم على شكل حلقة من منطقة الحوض.[٤]
  • الاستماع إلى الموسيقى، فوضع سماعات أو مكبر صوت أسفل الرحم تُساعد على تشجيع الجنين على الالتفاف وتغيير وضعيته.[٤]
  • تغيير درجة الحراة، فالجنين يستجيب لأي تغير في درجة الحرارة، فوضع شيء بارد في أعلى المعدة مكان وجود رأس الجنين، ثم وضع شيء دافئ وليس ساخنًا أسفل المعدة يُساعد الجنين على تغيير وضعيته.[٤]
  • الوخز بالإبر (بالإنجليزية: Acupuncture)، وهو من أنواع الطب الصيني، يتضمن وضع إبر في نقاط الضغط لموازنة طاقة الجسم، إذ تُساعد هذه الإبر على إرخاء عضلات الرحم، وتحفيز حركة الطفل لتغيير وضعيته.[٤]
  • تمارين الإمالة المقعدية (بالإنجليزية: The Breech Tilt Exercise)، إذ تعتمد هذه التمارين على الجاذبية الأرضية لتشجيع الجنين على الالتفاف وتغيير وضعيته، ويُعد هذا التمرين بسيطًا يُمكن القيام به في المنزل، ويتضمن هذا التمرين رفع الوركين فوق مستوى القلب، ويُمكن إجراء ذلك من خلال وضع مجموعة من الوسائد أسفل الوركين أثناء الاستلقاء على الظهر على الأرض أو السرير، ويُمكن القيام بهذا التمرين 3 مرات يوميًا لمدة 10 - 15 دقيقة.[٥]
  • تقنية ويبستر (بالإنجليزية: Webster Technique)، وتساعد هذه الوضعية على تقويم العمود الفقري، وضبط الجسم لفتح الحوض، وتليين الأربطة، وإرخاء أي شد فيها، فجميع هذه الأمور تُساعد على تغيير وضعية الطفل.[٥]
  • التحويل الرأسي الخارجي (بالإنجليزية: External cephalic version)، واختصارًا "ECV"، وهي محاولة لقلب الجنين لجعل رأسه للأسفل، ولتسهيل الولادة الطبيعية، وفيها يقوم الطبيب بوضع اليدين على البطن، والضغط بقوة على البطن كي يتدحرج الجنين ليُصبح وضع رأسه إلى الأسفل، وقد يكون هناك حاجة إلى شخصين للقيام بهذه المهمة، كما قد يحتاج الطبيب إلى استخدام الموجات فوق الصوتية للمساعدة على قلب وتوجيه الجنين.[٦]


متى يجب تغير وضعية الجنين استعدادًا للولادة؟

معظم الأجنة تأخذ وضعية الولادة، بحيث يتجه رأس الجنين للأسفل بحلول الأسبوع 36، ولكن إذا كان الجنين ما زال في وضعية المجيء المقعدي، فقد يبدأ الطبيب بتغيير وضعية الجنين من خلال التحويل الرأسي الخارجي.[١]


هل يُمكن للجنين أن يغير وضعيته من تلقاء نفسه؟

نعم، إذ يُمكن للجنين أن يغير من وضعيته من تلقاء نفسه في الأسابيع التي تسبق الولادة، فمعظم الأجنة يجدون طريقة ما للوصول إلى الوضعية الصحيحة قبل الولادة.[٢]


هل عدم وجود الجنين في الوضعية المثالية للولادة يستدعي القلق؟

في الواقع إنّ عدم اتّخاذ الجنين للوضعيّة المثاليّة للوِلادة، لا يستدعي القلق؛ فمعظم الأطفال أثناء المخاض يأخذون الوضعية المثالية للولادة، إذ إن 5 - 8 أطفال فقط من كل 100 طفل يبقون في الوضعية الخلفية مما يستدعي الحاجة للولادة القيصرية.[٧]


المراجع

  1. ^ أ ب ت Bethany Cadman (18/9/2018), "Different baby positions during pregnancy: What to know", medicalnewstoday, Retrieved 29/6/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Fetal Positions for Birth", my.clevelandclinic, 4/3/2020, Retrieved 29/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Tips: how to get your back-to-back baby into position for birth", nct, Retrieved 29/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Breech Babies: What Can I Do if My Baby is Breech?", familydoctor, 13/3/2018, Retrieved 29/6/2021. Edited.
  5. ^ أ ب Robin Elise Weiss (14/6/2021), "6 Ways to Turn a Breech Baby", verywellfamily, Retrieved 29/6/2021. Edited.
  6. "If Your Baby Is Breech", acog, 1/1/2019, Retrieved 29/6/2021. Edited.
  7. "Getting your baby into the best birth position", tommys, 1/4/2016, Retrieved 29/6/2021. Edited.