يعدّ السكري أحد الأمراض الشائعة التي تصيب العديد من النّساء حول العالم، ويشير إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم عن الطبيعي، وهذا قد يتسبب بحدوث بعض المضاعفات المؤثرة في الكلى، والقلب، والأعصاب، وغيرها في حال عدم السيطرة على مستويات السكر في الدم لفترة طويلة، لذلك للحفاظ على صحتك لا بد لك من أخذ مستويات السكر في الدم بعين الاعتبار،[١] فهل عليكِ أن تراقبي مستويات السكر في الدم؟ ومتى عليك أن تفحصي؟




هل علي أن أفحص للسكري؟

توصي جمعية السكري الأمريكية (ADA) بقياس مستوى السكر في الدم للأشخاص والنساء في الحالات الآتية؛ للتأكُّد من عدم إصابتهم بالسكري:[٢]

  • وجود أي أعراض تشير إلى الإصابة بالسكري:[٢] مثل ما يلي:[٣]
  • كثرة التبول أو سلس البول، وغالبًا في الليل.
  • الشعور بالعطش الشديد.
  • فقدان الوزن دون محاولة.
  • الشعور بالجوع الشديد.
  • الشّعور بالتعب الشديد.
  • ظهور مشاكل في الرؤية.
  • الشعور بخدر أو وخز في اليدين أو القدمين.
  • ملاحظة جفاف البشرة الشديد.
  • التئام الجروح ببطء.
  • الإصابة بعدوى أكثر من المعتاد.
  • النساء الأكبر من 45 عامًا: وفي هذه الحالة يجب تكرار الفحص كل 3 سنوات.[٢]
  • وجود عوامل تستدعي فحص مستوى السكر في الدم في عمر أقل من 45 عامًا وبتكرار أكثر: فهذه العوامل تزيد من خطر الإصابة بالسكري، ومن هذه العوامل ما يلي:[٤]
  • زيادة الوزن، أي عندما يكون مؤشر كتلة الجسم (BMI) أكبر من 25.
  • وجود تاريخ عائلي بالإصابة بالسكري مثل إصابة الأب أو الأخ.
  • الخمول البدني.
  • الإصابة بسكري الحمل فيما سبق، أو إنجاب طفل يزيد وزنه عن 4 كيلوغرامات.
  • انخفاض مستوى الكوليسترول الجيد (HDL) إلى أقل من 35 ميليغراماً/ ديسيلتر.
  • ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية إلى 250 ميليغراماً/ ديسيلتر أو أكثر.
  • الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
  • الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض.
  • الإصابة بمرحلة ما قبل السكري في اختبار جلوكوز الدم سابقًا،[٤] ومرحلة ما قبل السكري تشير إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم ولكن ليس بالقدر الكافي لتشخيصها بالسكري، وهذه تشير إلى زيادة خطر الإصابة بالسكري مستقبلًا.[١]
  • العرِق، كالأصول الأفريقية الأمريكية، أو الأمريكي من أصول إسبانية، أو آسيوية، وغيرها.[٢]

أنواع السكري

تتعدد أنواع السكري التي من الممكن الإصابة بها، ومنها ما يلي:

  • السكري من النوع الأول: وهو السكري الذي يصيب النساء منذ مرحلة الطفولة في الغالب، وهو أحد الاضطرابات المناعية المزمنة المُسبِّبة لوجود مستويات مرتفعة من السكر في الدم، وينجم عن عجز البنكرياس عن إنتاج هرمون الإنسولين، وذلك نتيجة مهاجمة الجهاز المناعي للخلايا المنتجة لهرمون الإنسولين في البنكرياس بالخطأ، فيقوم الجهاز المناعي بإنتاج أجسام مضادة تهاجم هذه الخلايا وكأنها جسم غريب أو بكتيريا ضارة بالجسم، وعند نقص هرمون الإنسولين لا يقوى الجسم على استخدام سكر الجلوكوز للحصول على الطاقة، فترتفع مستويات السكر في الدم.[٥][٦]
  • السكري من النوع الثاني: وهو النوع الأكثر شيوعًا من السكري، والذي ينتج عن نقص مستويات هرمون الإنسولين أو مقاومة هرمون الإنسولين، فلا تستجيب الخلايا له كما في الوضع الطبيعي، الأمر الذي يُشار له باسم مقاومة الإنسولين، ممّا يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.[٧]
  • سكري الحمل: يعد سكري الحمل أحد أشكال السكري المؤقتة التي تُشخَص أثناء الحمل لأول مرّة وتزول بعد الولادة، إلا أنّه يزيد فرصة الإصابة بالسكري من النوع الثاني بعد الولادة، وتنطوي هذه الحالة على ارتفاع مستويات السكر في الدم نتيجة عدم إنتاج كميات كافية من هرمون الإنسولين خلال الحمل.[٨]


كيفية تشخيص السكري ومرحلة ما قبل السكري

هناك عدة اختبارات للدم من الممكن اعتمادها للتشخيص، ولكن عادة ما يستخدم الطبيب فحص السكر الصيامي (بالإنجليزية: Fasting blood glucose) أو تحليل السكر التراكمي (بالإنجليزية: HbA1C)، ومن الممكن في بعض الحالات استخدام اختبار الغلوكوز العشوائي (بالإنجليزية: Random plasma glucose test)،[٩] ويمكن توضيح هذه الفحوصات بشيء من التفصيل وفقًا للتالي:


فحص السكر الصيامي

يتميز فحص السكر الصيامي بأنّه أبسط وأسرع طريقة لتشخيص السكري، ويتطلب الصيام حوالي 8-12 ساعة عن جميع أنواع الأطعمة والمشروبات ما عدا الماء، ثمّ يجري سحب عينة دم للتحقق من تركيز السكر في الدم وقياسها بوحدة ميليغرام/ ديسيلتر،[١٠] وقد يوصي الطبيب بإجراء فحص السكر الصيامي مرة أخرى أو بإجراء فحوصات الكشف عن السكري الأخرى للتحقُّق من النتائج.[١١]


تحليل السكر التراكمي

يعد أحد الاختبارات الضرورية المساعدة على تشخيص السكري من النوع الثاني ومراقبة مرض السكري ومدى تحسُّنه أو تطورّه مع العلاج، ويعمل هذا الفحص على قياس متوسط السكر في الدم للشخص على مدى 2-3 أشهر سابقة تقريبًا، ويمكن إجراء هذا التحليل في أي وقت دون الحاجة إلى أي تحضيرات قبله، فلا داعي للصيام.[١٢]


اختبار الغلوكوز العشوائي

وهو اختبار يساعد على تشخيص السكري في المرضى الذين يعانون من ارتفاع مستوى السكر في الدم ويكونون بحاجة إلى العلاج بشكل عاجل، وتجدر الإشارة إلى أن هذا الفحص قد لا يكون مفيدًا للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع طفيف في مستويات السكر في الدم، ولا يوجد داعي للصيام قبل إجراء هذا الفحص، كما أن الفحص لا يتطلب أي تحضيرات أخرى.[١٣]


اختبار تحمل الجلوكوز الفموي

يساعد اختبار تحمّل الجلوكوز الفموي (بالإنجليزيّة: Oral glucose tolerance test) على متابعة كيفية استجابة الجسم بعد تناول السكر، فيتضمن مقارنة مستويات السكر في الدم قبل وبعد تناول محلول سكري معين، ويُجرى هذا الاختبار على مراحل، حيث تُؤخذ عينة دم عند الوصول إلى عيادة الطبيب لقياس مستوى الجلوكوز في الدّم بعد الصيام، لذلك يجب الصيام في الليلة السابقة للفحص حوالي 8-12 ساعة، ثمّ يتم شرب محلول يحتوي على كمية محددة من سكر الجلوكوز والماء، ليجري الطبيب فحص قياس مستوى السكر في الدم بعد ذلك بساعة أو ساعتين.[١٤]


نتائج الاختبارات التي تخبرك إذا كنت مصابة بداء السكري أو مقدمات السكري

من الممكن للجدول التالي أن يساعدك على ذلك: [١٥]


التشخيص
تحليل السكر التراكمي
تحليل السكر الصيامي
اختبار تحمل الجلوكوز الفموي (النتائج بعد ساعتين من شرب المحلول السكري)
اختبار الغلوكوز العشوائي
طبيعي
أقل من 5.7%.[١٦]
أقل من 100 ميليغرام/ديسيلتر.[١٥]
أقل من 140 ميليغراماً/ديسيلتر.[١٧]
-
مرحلة ما قبل السكري
6.4-5.7% [١٦]
125-100 ميليغرام/ديسيلتر.[١٥]
199-140 ميليغراماً/ديسيلتر.[١٧]
-
السكري
6.5% أو أكثر.[١٦]
126 ميليغراماً/ديسيلتر أو أكثر.[١٥]
200 ميليغرام/ديسيلتر أو أكثر.[١٧]
أكثر من 200 ميليغرام/ ديسيلتر.[١٣]


ما الاختبارات المستخدمة لتشخيص سكري الحمل؟

هناك بعض الاختبارات التي قد تخضع المرأة لها أثناء حملها للكشف عن سكري الحمل، وهذه الاختبارات هي فحص تحدي الجلوكوز (بالإنجليزية: Glucose challenge test)، أو قياس تحمّل الغلوكوز الفموي، أو كلاهما،[١٨] ويمكن تفصيلهما كالآتي:


فحص تحدي الجلوكوز

يُجرى هذا الاختبار في الفترة بين الأسبوعين 24-28 من الحمل، أو في وقت أبكر من ذلك إن كان لدى المرأة عوامل خطر مرتبطة بالإصابة بسكري الحمل، مثل: السمنة، أو وجود تاريخ عائلي أو شخصي بالإصابة بسكري الحمل سابقًا، وينطوي على شرب محلولًا سكريًّا، ثمّ يقاس مستوى السكر في الدم بعد ذلك بساعة، لمعرفة مدى استجابة الجسم لتناول السكر، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا الفحص لا يحتاج إلى صيام قبله،[١٩] وتُفسر نتائج هذا الفحص كالآتي:[١٩][٢٠]


النتيجة
التفسير
أقل من 140 ميليغراماً/ديسيلتر.
طبيعي.
190-140 ميليغراماً/ديسيلتر
احتمالية الإصابة بسكري الحمل.
190 ميليغراماً/ديسيلتر أو أكثر
الإصابة بسكري الحمل


في حال ظهور نتائج تشير إلى احتمالية إصابة المرأة بسكري الحمل (أي 140-190 ميليغراماً/ديسيلتر) يوصي الطبيب عادةً بإجراء اختبار تحمل الجلوكوز الفموي الآتي ذكره للتأكد من التشخيص.[١٩]


اختبار تحمل الجلوكوز الفموي

يساعد هذا الاختبار على تشخيص سكري الحمل، حيث يُطلب من الحامل الصيام لمدة تصل إلى 8-12 ساعة قبل الاختبار، ومن ثم يُقاس مستوى الجلوكوز في الدم قبل وبعد تناول مشروب سكري يحتوي على كمية محددة من الجلوكوز،[٢١] وتجدر الإشارة إلى أنّها تكون أعلى من الكمية المُستخدَمة في الاختبار السابق،[٢٠] وتؤخذ عينة دم بعد ذلك على فترات منتظمة كل 30-60 دقيقة، وعادةً يستغرق هذا الاختبار حوالي 3 ساعات،[٢١] ومن الممكن تفسير نتائج الاختبار وفق التالي:[٢٢]


وقت الاختبار
النتيجة الطبيعية (ميليغرام/ ديسيلتر)
عند الصيام
أقل من 95
بعد ساعة من شرب محلول الجلوكوز
أقل من 180
بعد ساعتين من شرب محلول الجلوكوز
أقل من 155
بعد 3 ساعات من شرب محلول الجلوكوز
أقل من 140


في حال ظهور قيمتين من القيم السابقة أعلى من الطبيعي تُشخَص الإصابة بسكري الحمل،[٢٠] أما في حال ظهور نتيجة واحدة فقط فيجب إعادة الفحص بعد حوالي 4 أسابيع للتأكد من التشخيص.[٢٣]


ما الاختبارات التي تساعد الطبيب على تحديد نوع السكري الذي أعانيه؟

هناك العديد من الاختبارات التي تساعد على الكشف عن الإصابة بالسكري، وهي كما ذكرناها سابقًا، ولكن لا بد من تحديد نوع السكري لاختيار العلاج المناسب، ومن الاختبارات التي تساعد على ذلك ما يلي:[٢٤]

  • فحص الأجسام المضادة: يعد أحد فحوصات الدم التي تساعد على التحقق من الإصابة بالسكري من النوع الأول، إذ إنّ الإصابة بالسكري من النوع الأول تشير إلى وجود نوع واحد أو أكثر من الأجسام المضادة الذاتية التي تهاجم الخلايا المنتجة لهرمون الإنسولين في البنكرياس كما تبين سابقًا، فوجود هذه الأجسام المضادة يشير إلى الإصابة بالسكري من النوع الأول لا غيره.
  • فحص السكري من النوع الثاني بعد الولادة: في حال الإصابة بسكري الحمل لا بد من إجراء فحص السكري بعد 6-12 أسبوع من ولادة الطفل، وذلك للتأكد من الإصابة بالسكري من النوع الثاني، فسكري الحمل يختفي بعد الولادة كما ذُكِرَ سابقًا.


المراجع

  1. ^ أ ب "Diabetes", womenshealth, Retrieved 23/4/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث In children and adolescents, testing for type,of prediabetes such as acathosis nigr... More "Who Should Be Tested for Diabetes, and How is Diabetes Diagnosed?"، endocrineweb، اطّلع عليه بتاريخ 23/4/2021. Edited.
  3. "Diabetes Symptoms", cdc, Retrieved 25/5/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Screening for Diabetes", care.diabetesjournals, Retrieved 25/5/2021. Edited.
  5. "Type 1 diabetes", medlineplus, Retrieved 23/4/2021. Edited.
  6. "What Is Type 1 Diabetes?", cdc, Retrieved 25/5/2021. Edited.
  7. "About Diabetes", idf, Retrieved 23/4/2021. Edited.
  8. "Gestational Diabetes", americanpregnancy, Retrieved 23/4/2021. Edited.
  9. "Diabetes Tests & Diagnosis", niddk, Retrieved 23/4/2021. Edited.
  10. "Fasting plasma glucose test", medlineplus, Retrieved 25/5/2021. Edited.
  11. "What Is the Fasting Plasma Glucose Test?", verywellhealth, Retrieved 25/5/2021. Edited.
  12. "Everything you need to know about the A1C test", medicalnewstoday, Retrieved 23/4/2021. Edited.
  13. ^ أ ب "Random Plasma Glucose Test", diabetes, Retrieved 23/4/2021. Edited.
  14. "Glucose Tolerance Test", patient, Retrieved 25/5/2021. Edited.
  15. ^ أ ب ت ث "Diagnosis", diabetes, Retrieved 24/4/2021. Edited.
  16. ^ أ ب ت "Everything you need to know about the A1C test", medicalnewstoday, Retrieved 23/4/2021. Edited.
  17. ^ أ ب ت "Glucose Tolerance Test", medicinenet, Retrieved 24/4/2021. Edited.
  18. "Diabetes Tests & Diagnosis", niddk, Retrieved 23/4/2021. Edited.
  19. ^ أ ب ت "Glucose challenge test", mayoclinic, Retrieved 23/4/2021. Edited.
  20. ^ أ ب ت "Gestational diabetes"، mayoclinic، اطّلع عليه بتاريخ 25/5/2021. Edited.
  21. ^ أ ب "Oral Glucose Tolerance Test"، diabetes، اطّلع عليه بتاريخ 23/4/2021. Edited.
  22. "Oral Glucose Tolerance Test Uses, Procedure and Results", verywellhealth, Retrieved 23/4/2021. Edited.
  23. "TYPE 1 DIABETES", healthcare.utah, Retrieved 24/4/2021. Edited.