من الممكن أن تتعرّض الحامل إلى الإصابة بسكري الحمل ما لم يتمّ تنظيم مستوى السكر في دمها والسيطرة عليه بشكلٍ محكم، والذي قد يؤدي بدوره إلى حدوث بعض الآثار الصحيّة على كلٍ من الأم والجنين،[١] والسار أنّ اتباع بعض النّصائح والتدابير الوقائية، التي سيرد ذكرها في المقال، يساهم بشكل فعال في التّقليل من احتمالية ذلك.[٢]



آثار سكري الحمل على الجنين

قد تؤدي الإصابة بسكري الحمل إلى زيادة احتمالية الإصابة ببعض الآثار على صحة الجنين، مع العلم أنّ ذلك لا يعني حتمية حدوثها، ونذكر منها ما يأتي:


 زيادة وزن الجنين عند الولادة

تحدث إصابة الحامل بسكري الحمل ما لم يتمّ السّيطرة على مستويات سكر الدم لديها خلال فترة الحمل، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكّر في دم الجنين، الأمر الذي يتسبب بزيادةٍ في تغذية الجنين ونموّه بشكلٍ مفرط،[٣] ويُشار إلى هذه الحالة باسم عملقة الجنين (بالإنجليزيّة: Macrosomia)،[٤] وقد تؤدي زيادة وزن الجنين لأكثر من 4 كيلوغرامات إلى حدوث مشكلاتٍ أثناء ولادة الجنين، فقد تتسبب هذه الزّيادة المُفرِطة في وزن الجنين إلى زيادة احتمالية انحشاره في قناة الولادة، أو حدوث إصاباتٍ له أثناء الولادة، والذي قد يستدعي إلى إجراء عمليةٍ قيصرية (بالإنجليزية: C-Section) لإتمام ولادة الجنين بسلامة.[٥]


الولادة المبكّرة للجنين

بالرّغم من أنّ معظم الحوامل المصابات بسكرّي الحمل يتممن فترة حملهن بشكلٍ كامل، إذ تتراوح مدّة الحمل ما بين 39 - 40 أسبوعًا، لكن قد تحدث بعض المضاعفات خلال الحمل تتسبب بحدوث المخاض قبل موعد الولادة المتوقّع فيولد الطفل بشكلٍ مبكّر، وتُعرَف حينئذٍ بالولادة المبكّرة، وهي ولادة الطفل قبل الأسبوع 37 من الحمل.[٤]


مشاكل في التنفس

قد يتعرّض الجنين بعد ولادته لخطر الإصابة بمشاكل تنفسيّة تشمل متلازمة الضّائقة التنفسية (بالإنجليزية: Respiratory distress syndrome - RDS)، والتي تُعرَف على أنها حالة صحيّة تنتج عندما لا تتكوّن كمية كافية من البروتين الضّروري لإتمام عملية التنفس ومنع الحويصلات الهوائية الصّغيرة الموجودة داخل الرئتين من الانطواء، والمعروف باسم العامل ذي الفعالية السطحية الرئوية أو ما يسمّى فاعل بالسطح الرئويّ (بالإنجليزية: Surfactant).[٤]


الصفار

قد يتعرّض الطفل المولود لأمٍ مصابةٍ بسكري الحمل إلى الإصابة بالصّفار أو ما يُعرَف باليرقان (بالإنجليزية: Jaundice)، وتتمثّل هذه الحالة بلون جلد الطفل وعينيه المصفرّ بعد ولادته، وتتطلب إصابة لطفل بالصُّفار تلقيه للمعالجة التي قد تستدعي أحيانًا دخوله إلى المستشفى.[٦]


انخفاض مستوى سكر دم الطفل

في بعض الحالات قد يعاني الطفل المولود لأمٍ مُصابةٍ بسكري الحمل من انخفاض مستوى السكر في دمه بعد ولادته بفترةٍ قصيرة، ويمكن إرضاع الطفل بشكلٍ فوريّ لإعادة رفع مستوى السكر في دمه، بينما في حالاتٍ أخرى قد يلزم إعطاء الطفل محلول الجلوكوز عن طريق الوريد وذلك لضمان استقرار مستوى سكر الدم لديه في حدوده الطبيعية.[١]

‏ 

استِسقاء السَّائل الأمنيُوسي

يُعرَف أيضًا بالاستسقاء السلوي (بالإنجليزية: Polyhydramnios)‏، وهي أحد مضاعفات الحمل التي تتمثّل بزيادةٍ كبيرة في كميّة السائل المُحيط الجنين أثناء تواجده داخل الرحم أو السائل السلوي أو السائل الأمنيوسي (بالإنجليزيّة: Amniotic Fluid)، وقد تتسبب هذه الزيادة في حدوث ولادةٍ مبكّرة للجنين أو حدوث مشاكل أثناء ولادة الطفل.[٧]


ولادة جنين ميّت

بالرغم من أنّ ولادة الجنين ميّتًا (بالإنجليزية: Stillbirth) يعتبر أمرًا نادر الحدوث،[٧] إلّا أنّ إصابة الحامل بالسكري أثناء الحمل وعدم السّيطرة على مستوى سكر الدم، وتزامنه مع حدوث تغيّرات في الأوعية الدموية لديها قد يزيد من خطورة ذلك، ولكن لا داعي للقلق، إذ إن التحكّم الجّيد في مستوى سكر الدم خلال فترة الحمل يقلل هذه الخطورة، وبالرغم من أنّ السبب الدقيق لولادة الجنين الميّت عند إصابة الحامل بالسكري ما يزال غير معروف حتى الآن، إلّا أنّه قد يرتبط ببطء نموّ الجنين داخل الرحم والذي ينتج عن عدّة أمورٍ تُصاحِب إصابة الحامل بالسكري؛ مثل الضعف في دوران الدم، أو ارتفاع ضغط الدم، أو نتيجة تلف الأوعية الدمويّة الصغيرة.[٨][٩]


آثار أخرى

قد يتعرّض الجنين بعد ولادته لزيادة خطر إصابته بالسمنة أو مرض السكري من النوع الثاني في وقتٍ لاحق من حياته.[١٠]


هل يمكن أن أقي نفسي وطفلي من آثار سكري الحمل؟

بالرغم من أنّ جميع مضاعفات الحمل تعتبر مصدرًا للقلق، إلّا أنّه يمكنك تلافي آثار سكري الحمل عليك وعلى جنينك عن طريق اتبّاع الإجراءات الوقائية الآتية للمساعدة على تنظيم مستوى سكر الدم:[١]

  • اتباع نظام غذائي صحيّ، وعادات أكل صحية، والتي يمكن تفصيلها كما يلي:
  • التقليل من كمية الحلويات والأطعمة الغنية بالكربوهيدرات.
  • إدخال الألياف ضمن وجبات الطعام، والمتواجدة في الخضراوات، والفواكه، والخبز والبسكويت المصنوع من الحبوب الكاملة.
  • ممارسة التمارين الرياضيّة؛ بمقدار 4 ساعات في الأسبوع، للحفاظ على استقرار مستوى سكر الدم، واستشارة الطبيب حول النوع الأنسب من التمارين أثناء الحمل.
  • الالتزام بتناول الأدوية والمكملات الغذائية اللازمة، في حال وصفها من قِبَل الطبيب.


المراجع

  1. ^ أ ب ت "Gestational diabetes", mayoclinic, Retrieved 1/5/2021. Edited.
  2. "What are the risks of gestational diabetes?", tommys, Retrieved 1/5/2021. Edited.
  3. "Gestational Diabetes and Pregnancy", cdc, Retrieved 30/4/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "GESTATIONAL DIABETES", marchofdimes, Retrieved 30/4/2021. Edited.
  5. "Gestational diabetes", mayoclinic, Retrieved 30/4/2021. Edited.
  6. "Gestational diabetes", nhs, Retrieved 1/5/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Gestational diabetes", nhs, Retrieved 1/5/2021. Edited.
  8. "Diabetes During Pregnancy", stanfordchildrens, Retrieved 1/5/2021. Edited.
  9. "Diabetes in Pregnancy Loss", verywellfamily, Retrieved 1/5/2021. Edited.
  10. "How Gestational Diabetes Affects You & Your Baby", webmd, Retrieved 1/5/2021. Edited.