ألياف الرحم (Uterine fibroids) هي أورام غير سرطانية تنمو وتتطور في الرحم، بحيث تتكوّن هذه الأورام من عضلات وأنسجة ليفية تتراوح أحجامها ما بين الصغيرة والكبيرة، وقد لا تدرك بعض النساء إصابتهنّ بألياف الرحم؛ وذلك لعدم وجود أيّ أعراض، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن ألياف الرحم.[١]


هل يلزم دائمًا علاج ألياف الرحم؟

عادة لا تتطلب ألياف الرحم أي علاجات طالما لا تتسبّب بأيّة مشاكل للمرأة، ولكن هناك حالات أخرى تتطلب علاجًا خاصًّة في حال تسبّبت هذه الألياف بمشاكل صحية، ومن الجدير ذكره بأنّ ألياف الرحم لا تنمو لدى جميع النساء، كما أنّ الألياف ذات الحجم الكبير قد لا تتسبب بأي مشاكل، وعادةً ما تتقلص معظم ألياف الرحم بعد انقطاع الطمث،[٢] لذلك قد يكون الانتظار ومراقبة نمو ألياف الرحم أفضل خيار لدى بعض النساء، بحيث يتم اتخاذ الإجراءات المناسبة بناءً على المستجدات التي تطرأ.[٣]


علاج ألياف الرحم بالأدوية


مسكنات الألم

تستخدم مسكنات الألم التي لا تحتاج لوصفة طبية كالأسيتامينوفين (Acetaminophen)، والآيبوبروفين (Ibuprofen) لتخفيف الألم الناتج عن ألياف الرحم.[٤]


مكملات الحديد

قد تتسبب ألياف الرحم بحدوث نزيف والذي قد ينجم عنه فقر الدم، لذلك يُمكن أن يصف الطبيب بعض مكملات الحديد.[٤]


العلاج الهرموني

يتم اللجوء للعلاج الهرموني (Hormone therapy) لمنع نمو ألياف الرحم، ففي بعض الحالات قد يمنع الطبيب المصابة من استخدام حبوب منع الحمل والعلاج بالهرمونات البديلة، وفي بعض الحالات قد ينصح بذلك، فقد يصف حبوب منع الحمل للمساعدة على السيطرة على النزيف وفقر الدم الناجم عن ألياف الرحم، بالرغم من أن الهرمونات قد تسبب نمو للألياف.[٢]


نظائر الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية

تكون حالة الجسم عند استخدام أدوية نظائر الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية (GnRH analogues) مشابهة لحالة جسم المرأة في فترة انقطاع الطمث، إذ يعمل على تقليل هرمون الإستروجين في الجسم، مما يتسبب بتوقف الدورة الشهرية وتوقف نمو الألياف في الرحم وتقليص حجمها، ومن الجدير ذكره بأن هذا العلاج لا يُستخدم لوقف نزيف وألم الألياف، وذلك لأنَّ الألياف تنمو بشكل سريع بعد التوقف عن استخدامه، ولكنَّه قد يستخدم أحيانًا لتقليص الألياف ذات الحجم الكبير قبل الخضوع للجراحة أو لوقف النزيف الغزير، وقد يكون أحد الخيارات الجيدة للنساء اللاتي يقتربن من الدخول في مرحلة انقطاع الطمث.[٥]



قد يتسبب استخدام أدوية نظائر الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية بعض الآثار الجانبية الشديدة كضعف العظام، لذلك لا يفضل استخدامها لأكثر من عدة أشهر.




مُعدّلات مستقبلات هرمون الإستروجين الانتقائية

بينت بعض الحالات السريرية أهمية استخدام مُعدّلات مستقبلات هرمون الإستروجين الانتقائية (Selective Estrogen Receptor Modulator) في السيطرة على أعراض ألياف الرحم، وبينت هذه الدراسات إمكانية استخدام هذه الأدوية في تقليص حجم الألياف دون إثارة حالة تشبه فترة انقطاع الطمث أو أي نمو إضافي للألياف، حيثُ يتميز هذا العلاج بأنَّه لا يتسبب بنمو سريع للألياف من جديد بعد وقف استخدامه.[٦]


حمض الترانيكساميك

حمض الترانيكساميك (Tranexamic acid) هو عبارة عن دواء فموي يعمل كمضاد لانحلال الفبرين (Antifibrinolytic)؛ لذلك يُستخدم في علاج نزيف الحيض الغزير الدوري عند النساء المصابات بألياف الرحم.[٤]


اللولب الذي يفرز البروجيستين

يتم إدخال لولب داخل الرحم يعمل على إفراز البروجيستين (Progestin-releasing intrauterine device)؛ وذلك لتخفيف النزيف الغزير الذي تسببه الألياف، ومن الجدير ذكره بأنَّ اللولب يعمل على تخفيف الأعراض فقط دون تقليص حجم الألياف، ويعمل أيضَا كوسيلة لمنع الحمل.[٣]


الإجراءات الطبية


انسداد الشريان الرحمي

يعد انسداد الشريان الرحمي (Uterine Fibroid Embolization) أحد الخيارات الطبية لتقليص حجم ألياف الرحم، والذي يتميز بأنه لا يُعد من الجراحات الكبيرة، لذلك لا تحتاج المرأة عادةً إلى البقاء في المستشفى، وعادةً ما يتم اللجوء إليه لمنع تدفق الدم للألياف، وينطوي هذا الإجراء على حقن جزيئات صغيرة جدًا كالرمل في الشرايين التي تغذي الألياف، ومن ثم تلتصق هذه الجزيئات بجدار الشريان مكونةً خثرة دموية تمنع إمداد الدم، وبمجرد توقف تدفق الدم تتقلص حجم الألياف، وعادة ما تختفي الأعراض مع مرور الوقت.[٧]


استئصال الورم العضلي

يتم خلال عملية استئصال الورم العضلي (Myomectomy) إزالة الألياف مع الحفاظ على وجود الرحم، خاصًّة للنساء اللواتي يعانين من أعراض الورم الليفي ولديهن الرغبة في إنجاب الأطفال مستقبلًا، إذ يعد أفضل خيار علاجي لهنّ، وبالرغم من فعالية ونجاح العملية إلا أنَّه يمكن أن تنمو الألياف في الرحم من جديد.[٨]


استئصال الرحم

بشكلٍ عام يتم اللجوء لعملية استئصال الرحم في حال فشل العلاجات الأخرى في علاج الألياف وغيرها من المشاكل الصحية المرتبطة بالرحم، بحيث تتم إزالة الرحم بشكلٍ كامل أو جزء منه، وقد تتطلب بعض الحالات إزالة قناتي فالوب، والمبيض، وعنق الرحم.[٩]


الاستئصال الراديوي

تعتمد عملية الاستئصال الراديوي على استهداف ألياف الرحم واحدة تلو الأخرى عن طريق استخدام أدنى حد فعّال من الحرارة، والتي تتسبب بتقليص حجمها، وعادًة ما يتمتع المرضى الخاضعين لهذا الإجراء بأعراض أقل ونوعية حياة أفضل أثناء العلاج.[١٠]


ما هي المخاطر المترتبة على إبقاء ألياف الرحم دون علاج؟

لا تظهر أي أعراض في معظم حالات الإصابة بألياف الرحم، ولا يشكّل وجود هذه الألياف أي مشاكل لدى معظم النساء؛ خاصة الألياف ذات الحجم الصغير، ومع ذلك، فإن بعض ألياف الرحم التي لا تتم معالجتها قد تسبب مضاعفات خطيرة، مثل: فقر الدم، أو آلام الحوض المزمنة، والتي قد تؤثر في حياة المرأة وقد تقلل من فرص حدوث الحمل.[١١]


المراجع

  1. "Fibroids", nhs, Retrieved 29/8/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "What Are the Treatments for Uterine Fibroids?", webmd, Retrieved 29/8/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Uterine fibroids", mayoclinic, Retrieved 29/8/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Uterine Fibroids", clevelandclinic, Retrieved 29/8/2021. Edited.
  5. "Uterine Fibroids: Should I Use GnRH-A Therapy?", myhealth.alberta, Retrieved 29/8/2021. Edited.
  6. "Usefulness of SERMs for Uterine Fibroids Still Unestablished", contemporaryobgyn, Retrieved 29/8/2021. Edited.
  7. "Uterine Artery Embolization", hopkinsmedicine, Retrieved 29/8/2021. Edited.
  8. "Myomectomy", ucsfhealth, Retrieved 29/8/2021. Edited.
  9. "Surgery: Hysterectomy for fibroids", uclahealth, Retrieved 29/8/2021. Edited.
  10. "Uterine Fibroid Radiofrequency Ablation", weillcornell, Retrieved 29/8/2021. Edited.
  11. "What Can Happen with Untreated Uterine Fibroids?", woodlandsobgynassociates, Retrieved 29/8/2021. Edited.