تكيس المبايض

تُعرف متلازمة تكيس المبايض (بالإنجليزية: Polycystic Ovary Syndrome)، واختصارًا "PCOS"، بأنها حالة صحيّة تُصيب النساء خلال سنوات الإنجاب، وتُؤثر بشكل أساسي على المبايض؛ إذ يتكون على المبايض أكياس متعددة مليئة بالسوائل، نتيجة لإنتاج المبيضين كمية مرتفعة من هرمون الأندروجين (بالإنجليزية: Androgens)، فتكيس المبايض يؤثر سلبًا على قدرة المرأة على الإنجاب، وعلى انتظام الدورة الشهرية (بالإنجليزية: Menestrual cycle)، كما يزيد من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض الأخرى كالسكري، وارتفاع ضغط الدم، ويُستخدم لعلاج تكيس المبايض العديد من الأدوية التي تُقلل من الأعراض، وتمنع ظهور المشاكل الصحية، لأن الأدوية لا يمكن أن تُعالج المرض نفسه.[١][٢]


ما هي أسباب وعوامل الخطر لمرض تكيس المبايض؟

إن السبب الأساسي للإصابة بمتلازمة تكيس المبايض غير معروف للآن، ولكن يمكن لعدد من العوامل أن تزيد من خطر الإصابة بالمرض،[٣] ومنها ما يأتي:

  • ارتفاع مستوى الأندروجين في الجسم: يُفرز جسم المرأة كمية صغيرة من الأندروجين، وهو هرمون يتحكم بظهور الصفات الذكرية، فالنساء المصابات بتكيس المبايض، يُفرزن كميات أكبر من الأندروجين،[٤] إذ يُسبب ما يأتي:[٥]
  • عدم حدوث الإباضة على فترات منتظمة، بسبب تداخل في الإشارات القادمة من الدماغ إلى المبايض لحدوث الإباضة.
  • نمو الأكياس المملوءة بالسوائل داخل المبايض.
  • ظهور الأعراض الأخرى لتكيس المبايض، كنمو الشعر الزائد، وحب الشباب (بالإنجليزية: Acne).
  • ارتفاع مستوى الإنسولين في الجسم: الإنسولين (بالإنجليزية: Insulin)، هو هرمون مسؤول عن السيطرة على مستوى السكر في الدم، ولكن عند عدم استجابة خلايا الجسم للإنسولين بشكل طبيعي، يرتفع مستوى الإنسولين في الدم أعلى من المستوى الطبيعي، وهذا يُسمى بمقاومة الإنسولين (بالإنجليزية: Insulin Resistance)،[٤] فارتفاع مستوى الأنسولين في الجسم، يزيد من إنتاج الأندروجين، ويؤدي لحدوث إلى مشاكل في عملية الإباضة.[٦]
  • الاضطرابات الهرمونية الأخرى: وُجد أن النساء المصابات بتكيس المبايض، يعانين من اضطرابات في هرمونات أخرى غير الأندروجين أيضًا، والسبب الأساسي لحدوث ذلك غير معروف حتى اللحظة، ومن هذه الهرمونات ما يأتي:[٧]
  • ارتفاع مستوى الهرمون الملوتن (بالإنجليزية: Luteinizing Hormone)، إذ يؤثر هذه الهرمون بشكل غير طبيعي على المبايض في حال ارتفاع مستوياته أعلى من الحد الطبيعي.
  • انخفاض مستويات بروتين الجلوبيولين المرتبط بالهرمونات الجنسية (بالإنجليزية: Sex Hormone-binding Globulin)، والذي له دور أساسي في الارتباط بالتستوستيرون والتقليل من تأثيره في الجسم.
  • ارتفاع مستوى هرمون الحليب (بالإنجليزية: Prolactin)، ويحدث عادةً عند بعض النساء المصابات بتكيس المبايض.
  • زيادة الوزن: إن الرابط ما بين زيادة الوزن والإصابة بتكيس المبايض غير واضح حتى اليوم، إذ يُمكن للنساء ذوات الوزن الطبيعي أن يُصبن بتكيس المبايض، ويُمكن للنساء ذوات الوزن الزائد أن لا يُصبن بتكيس المبايض، ولكن زيادة الوزن تؤدي في المعظم إلى الإصابة.[٨]
  • العوامل الوراثية: يمكن لبعض الجينات أن تكون مرتبطة بالإصابة بتكيس المبايض،[٣] فالنساء اللاتي تعاني أمهاتهن أو أخواتهنّ من تكيس المبايض، أو من مرض السكري من النوع الثاني، تكون فرصة إصابتهن بتكيس المبايض أعلى.[٨]
  • الالتهابات: خلال الالتهابات تنتج خلايا الدّم البيضاء مجموعة من المواد التي تساعد على مكافحة العدوى، وهذه المواد من الممكن أن تحفز المبايض على إنتاج الأندروجين والمساهمة في الإصابة بتكيس المبايض.[٦]
  • الإجهاد النفسي: يُعد التوتر والإجهاد النفسي من العوامل التي تزيد من الالتهابات المزمنة في الجسم، والتي بدورها تزيد من فرصة ظهور الأعراض المرافقة للإصابة بتكيس المبايض، مثل زيادة الوزن، والعقم، وحب الشباب.[٩]


ما هو علاج تكيس المبايض؟

في حقيقة الأمر لا يوجد أي علاج لتكيس المبايض، وإنما تهدف العلاجات المستخدمة إلى التحكم بأعراض المرض، والتقليل من احتمالية حدوث المضاعفات، ومن هذه العلاجات ما يأتي:[١٠]

  • حبوب منع الحمل (بالإنجليزية: Birth Control Pills)، لتُساعد في تنظيم الهرمونات وتنظيم الدورة الشهرية.
  • أدوية السكري؛ إذ تُستخدم في بعض الحالات للتحكم في مرض السكري، وعلاج مقاومة الإنسولين.
  • أدوية وعلاجات لزيادة الخصوبة وفرصة الحمل، مثل التلقيح الاصطناعي، أو استخدام دواء الكلوميفين (بالإنجليزية: Clomiphene).


كيف يُمكن التقليل من أعراض تكيس المبايض بالعلاجات المنزلية؟

يُمكن اتباع بعض الإجراءات البسيطة، وتغيير نمط الحياة للتخفيف من أعراض تكيس المبايض، ومن هذه الإجراءات مايلي:[١٠]

  • اتّباع نظام غذائي صحي ومتوازن يتضمن العديد من أصناف الخضراوات والفواكه.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • الحفاظ على الوزن الصحي والمثالي، للتقليل من إفراز الأندروجين، والتقليل من خطر الإصابة بالأمراض، كمرض السكري وأمراض القلب.
  • الإقلاع عن التدخين، لأن التدخين يزيد من مستويات الأندروجين، ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.

ما هي مضاعفات تكيس المبايض؟

تتعدد مضاعفات تكيس المبايض التي تؤثر على المريضة بشكل سلبي، ومن المضاعفات التي من الممكن حدوثها ما يأتي:[٨]

  • مرض السكري: إذ أن أكثر من نصف عدد النساء المصابات بتكيس المبايض، يُصبن بمرض السكري من النوع الثاني في سن الأربعين، كما يزيد حدوث التكيس من خطر الإصابة بسكري الحمل.
  • أمراض القلب: تزداد فرصة إصابة النساء اللاتي يعانين من تكيس المبايض بأمراض القلب مع التقدم في العمر.
  • ارتفاع ضغط الدّم: إذ يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والدماغ والكلى.
  • ارتفاع الكوليسترول الضار في الجسم، وانخفاض مستوى الكوليسترول النافع: مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
  • انقطاع النفس أثناء النوم: (بالإنجليزية: Sleep Apnea)، إذ يتوقف التنفس أثناء النوم، وهذا يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، والسكري من النوع الثاني.
  • السكتة الدماغية.
  • العقم وعدم القدرة على الإنجاب.[٣]
  • الإجهاض أو الولادة المبكرة.[٣]
  • التهاب الكبد الدهني: (بالإنجليزية: Nonalcoholic Steatohepatitis)، إذ يحدث في الكبد نتيجة لتراكم الدهون فيه.[٣]
  • الاكتئاب، والقلق، واضطرابات الأكل.[٦]
  • نزيف الرحم غير الطبيعي.[٣]
  • سرطان بطانة الرحم.[٦]


ما هي أعراض تكيس المبايض؟

علامات وأعراض الإصابة بتكيس المبايض متعددة وتختلف من مريضة لأخرى، ومنها ما يأتي:[١١]

  • عدم انتظام الدورة الشهرية واضطرابها، كعدم حدوث الدورة الشهرية على نحو متكرر، أو غيابها، أو نزول الحيض بشكل غزير.
  • العقم، إذ أن تكيس المبايض من أكثر أسباب العقم شيوعًا لدى النساء.
  • السمنة.
  • نمو الشعر الزائد على الوجه، أو الصدر، أو البطن، أو أعلى الفخذين.
  • ظهور حب الشباب الشديد الذي لا يستجيب لأي نوع من العلاج.
  • البشرة الدهنية.
  • ظهور عدة أكياس صغيرة مملوءة بالسوائل على المبايض.
  • ظهور بقع سميكة من الجلد بلون داكن، والتي تُسمى بالشواك الأسود (بالإنجليزية: Acanthosis Nigricans)،[١١] واسوداد الجلد، وخصوصًا على طول تجاعيد العنق، والفخذين، وتحت الثديين.[٤]
  • ظهور الزوائد الجلدية، التي تنمو عادةً في منطقة الإبط، أو الرقبة.[٤]


المراجع

  1. "Polycystic Ovary Syndrome (PCOS)", hopkinsmedicine, Retrieved 21/5/2021. Edited.
  2. "Polycystic Ovary Syndrome (PCOS)", webmd, 27/9/2019, Retrieved 21/5/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح "Polycystic ovary syndrome (PCOS)", mayoclinic, 3/10/2020, Retrieved 21/5/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Polycystic ovary syndrome", womenshealth, 1/4/2019, Retrieved 21/5/2021. Edited.
  5. "What causes PCOS?", nichd.nih, 31/1/2017, Retrieved 21/5/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث "Polycystic ovary syndrome (PCOS)", mayoclinic, 3/10/2020, Retrieved 21/5/2021. Edited.
  7. "Causes -Polycystic ovary syndrome ", nhs, 1/2/2019, Retrieved 21/5/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت "PCOS (Polycystic Ovary Syndrome) and Diabetes", cdc, 24/3/2020, Retrieved 21/5/2021. Edited.
  9. Jessica Migala (1/6/2018), "What Causes PCOS? 7 Factors That May Affect Your Risk", everydayhealth, Retrieved 21/5/2021. Edited.
  10. ^ أ ب Lori Smith (5/1/2018), "What is polycystic ovary syndrome?", medicalnewstoday, Retrieved 21/5/2021. Edited.
  11. ^ أ ب "Polycystic Ovary Syndrome (PCOS)", acog, 1/6/2020, Retrieved 21/5/2021. Edited.