إنَّ اعتياد المرأة على دورة شهرية منتظمة، أو في أحيانٍ أخرى قلقها بشأن حملٍ غير متوقع أو غير مخطط له، يجعل من تأخر الدورة الشهرية أمرًا مُقلقًا لها، فما هي أسباب تأخر الدورة الشهرية عن موعدها؟ ومتى يمكن اعتبار الدورة الشهرية قد تأخرت؟ وما هي دواعي مراجعة الطبيب؟[١]


هل يعتبر تأخر الدورة الشهرية أمرًا طبيعيًا؟

في الحقيقة تكون الدورة الشهرية خلال السنوات الأولى غير منتظمة بين فترةٍ وأخرى، وقد تحتاج عدة سنوات حتى تصل مستويات الهرمونات المسؤولة عن الدورة الشهرية إلى مرحلة التوازن ثمّ تنتظم بعد ذلك،[٢] وقد يكون الحمل سببًا لتأخر الدورة الشهرية؛ بل يعتبر السبب الأكثر شيوعًا، ولكن هناك بعض الأسباب الطبية الأخرى بالإضافة إلى أنماط الحياة والتي من الممكن أن تؤثر في الدورة الشهرية.[٣]


ما هي الأسباب المحتملة لتأخر الدورة الشهرية؟

يوجد عدة أسباب تكمن وراء تأخر الدورة الشهرية، تتثمل هذه الأسباب ما يأتي:


1- الضغط النفسي والجسدي

يوجد العديد من الآثار الجانبية السيئة التي يسببها الإجهاد والضغط النفسي والجسدي؛ بما في ذلك الصداع، وزيادة الوزن، وحب الشباب، وكذلك قد يكون سببًا في التأثير في الدورة الشهرية، إذ يتسبب الضغط الجسدي والعاطفي بإنتاج الجسم العديد من الهرمونات المسؤولة عن التوتر، مثل: هرمون الكورتيزول والأدرينالين، كما أن ارتفاع مستويات هذه الهرمونات قد يُجبر الدماغ على القيام بالوظائف الجسدية الضرورية فقط، أما الوظائف الأخرى فلا يتم القيام بها حتى ينتهي الحدث المسبب للتوتر.[٤]


2- تغيرات في الساعة البيولوجية للجسم

قد تؤدي تغيرات الساعة البيولوجية للجسم، كتغير في أوقات العمل بشكلٍ متكرّر، إلى تغيرات في وقت الدورة الشهرية، فقد تؤدي إلى بدء الدورة في وقتٍ مبكر أو متأخر عمّا هو متوقع.[٣]


3- التغيرات في الوزن

من الممكن أن تؤدي الزيادة في الوزن أو اكتساب وزن كبير خلال فترة زمنية قصيرة إلى إفراز الجسم كميات كبيرة من هرمون الإستروجين، كما قد تتسبب الزيادة في الوزن بفقدان الإباضة لبضعة أشهر أو التسبب في زيادة نمو بطانة الرحم؛ مما يؤدي إلى عدم استقرارها، وهذا بدوره يتسبب بعدم انتظام في الدورة الشهرية، أو زيادة غزارتها في بعض الأحيان، بالمقابل يؤدي كذلك الفقدان الكبير للوزن إلى إجهاد منطقة ما تحت المهاد المسؤولة عن تنظيم العديد من العمليات المختلفة في الجسم؛ بما في ذلك الدورة الشهرية، لذا فإن الإجهاد الكبير في هذه الغدة قد يتسبب بمنع الجسم من إنتاج هرمون الإستروجين اللازم لبناء بطانة الرحم.[٤]


4- الرضاعة الطبيعية

قد تؤدي الرضاعة الطبيعية إلى غياب الدورة الشهرية، وذلك نتيجةً لكون هرمون الحليب المعروف بالبرولاكتين قد يمنع حدوث الإباضة.[٤]


5- موانع الحمل

يمكن أن تؤدي بعض طرق منع الحمل خاصة الطرق الهرمونية إلى عدم انتظام الدورة الشهرية لدى المرأة، إذ تعمل هذه الوسائل على تزويد الجسم بهرموني الإستروجين والبروجسترون لفترة معينة من الوقت، ثم يتم إيقاف إفراز الهرمونات بهذه المستويات، وبالتالي حدوث الطمث، بالإضافة إلى أن هذه الهرمونات قد تعمل على جعل بطانة الرحم رقيقة جدًا؛ بحيث تصبح هذه البطانة غير كافية لحدوث الطمث، وفي الواقع هذا ينطبق على جميع موانع الحمل الهرمونية سواء الحبوب، والحقن، وغيرها.[١]


6- متلازمة تكيس المبايض

تعتبر متلازمة تكيس المبايض من أكثر الاضطرابات الهرمونية شيوعًا بين النساء في سن الإنجاب، إذ إن النساء المصابات بتكيس المبايض عُرضة للوصول إلى مستويات هرمونية غير طبيعية، وبالتالي عدم انتظام في الدورة الشهرية، ويعتبر عدم انتظام الدورة الشهرية سمة بارزة لمتلازمة تكيس المبايض، والتي يحدث فيها ظهور أكياس على المبايض إضافةً لأعراض أخرى؛ منها حب الشباب، وظهور شعر زائد على الوجه والجسم، إضافة إلى الزيادة في الوزن، والصلع الذكوري.[١]


7- ممارسة الأنشطة البدنية الشديدة

من الممكن أن يؤدي الإجهاد الناجم عن الإفراط في ممارسة الأنشطة البدنية إلى التأثير في الهرمونات المسؤولة عن الدورة الشهرية، إذ يمكن أن يؤدي الفقدان الكبير لدهون الجسم بعد ممارسة التمارين المكثفة إلى إيقاف التبويض، لذا يُنصح بتقليل مستوى هذه الأنشطة إذا تسببت بتوقف الدورة الشهرية.[٥]


8- سن اليأس

قد يحدث عدم انتظام في الدورة الشهرية عند اقتراب المرأة من سن اليأس بين سن 45 إلى 55 وذلك نتيجة لانخفاض في مستويات هرمون الإستروجين، وبالتالي تصبح الإباضة أقل انتظامًا، ويجدر بالذكر أنّه بعد انقطاع الطمث تتوقف الدورة الشهرية تمامًا.[٥]


9- بعض الأمراض

من الممكن أن تؤثر بعض الحالات المزمنة على انتظام الدورة الشهرية، كما أن الدورة الشهرية قد لا تعود إلى طبيعتها حتى يتم علاج الحالة، ومن الأمثلة على ذلك:[٣]

  • أمراض الغدة الدرقية.
  • السكري.
  • أورام الغدة النخامية سواء السرطانية أو غير السرطانية.
  • أمراض الغدة الكظرية.
  • الاختلال وظائف الكبد.
  • بعض حالات الكروموسومات الخلقية، على سبيل المثال: متلازمة تيرنر، ومتلازمة عدم الحساسيّة للأندروجين، والتي قد تسبب مشاكل في انتظام الدورة الشهرية، بالإضافة إلى مشاكل في الخصوبة؛ وغالبًا ما يرافق هذه الحالات انقطاع للطمث.
  • بعض الأمراض المزمنة، مثل الالتهاب الرئوي، أو النوبة القلبية، أو الفشل الكلوي، أو التهاب السحايا، والتي قد تؤدي إلى فقدان سريع للوزن، أو نقص التغذية، أو ضعف الهرمونات، مما يؤثر في الدورة الشهرية.


10- الأدوية

قد يحدث تأخر الدورة الشهرية كأحد الآثار الجانبية لاستخدام بعض الأدوية؛ مثل: مضادات الاكتئاب، وأدوية الغدة الدرقية، وبعض أدوية العلاج الكيميائي، والأدوية المضادة للصرع.[٣]


متى يمكن اعتبار الدورة الشهرية متأخرة؟

تختلف مدة الدورة الشهرية من امرأة لأخرى؛ فهي تتراوح ما بين 21 إلى 35 يومًا، وغالبًا ما تستمر الدورة الشهرية عند أغلب النساء 28 يومًا، وتعتبر الدورة الشهرية متأخرة إذا لم تبدأ خلال سبعة أيام من الوقت المتوقع.[٤]


ما الذي يجب فعله عند تأخر الدورة الشهرية؟ وما هي دواعي زيارة الطبيب؟

يجب على المرأة إجراء فحص الحمل المنزلي عند تأخر الدورة الشهرية إذا ما كان من المتوقع حدوث الحمل، ويفضّل إجراء فحص الحمل بواسطة الدم بعد ذلك للتأكد من كونها ليست حاملاً، فإن حصلت على نتيجة سلبية واستمر تأخر الدورة الشهرية فيجب عليها مراجعة الطبيب،[٤] خاصةً عند ظهور الأعراض التالية:[٣]

  • تشوش في الرؤية.
  • الصداع الشديد أو الذي يزداد سوءًا مع الوقت.
  • الغثيان أو التقيؤ.
  • الحمّى.
  • تساقط في الشعر.
  • خروج إفرازات الثدي أو إنتاج الحليب.
  • نمو زائد للشعر.


المراجع

  1. ^ أ ب ت "Eight possible causes of a late period", medical news today, Retrieved 18/5/2021. Edited.
  2. "Missed or Irregular Periods", uofm health, Retrieved 18/5/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "10 Reasons for a Missed Period", very well health, Retrieved 18/5/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج "11 Reasons for a Missed or Late Period", what to expect, Retrieved 18/5/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Stopped or missed periods", NHS, Retrieved 18/5/2021. Edited.