تختلف النساء فيما بينهن من حيث أنماط الدورة الشهرية، فبينما تكون منتظمة عند البعض، قد تكون غير منتظمة، أو متأخرة عن موعدها، أو متوقفة، ومن الصعب توقع نمطها عند البعض الآخر، ويعزى ذلك إلى تغيرات في مستوى هرموني الإستروجين، والبروجستيرون في الجسم خلال المراحل المختلفة من عمر الإناث، ومن أهم مسببات ذلك التغير، الحمل، ونذكر لك في هذا المقال أسباب أخرى غير الحمل تؤدي إلى تأخر الدورة الشهرية.[١]


ما هي أسباب تأخر الدورة الشهرية بدون حمل؟

يوجد عدة أسباب لتأخر الدورة الشهرية، نذكر منها التالي:[١]


1- الرضاعة الطبيعية

قد يتأخر ظهور الدورة الشهرية لعدة أشهر بعد الولادة إن كنت تعتمدين طريقة الرضاعة الطبيعية، حيث أن الهرمون المسؤول عن الإباضة، والدورة الشهرية، هو نفسه المسؤول عن تكوين الحليب والبرولاكتين في الثدي، لذا إن كنت ترضعين بشكل متواصل، فقد تتأخر الدورة الشهرية بما يقارب مدة سنة قبل أن تعاود الظهور مرة أخرى، ويتأثر ذلك بعوامل عديدة منها:[٢]

  • عدد المرات التي تلجئين فيها إلى الرضاعة الصناعية.
  • استجابة جسمك لتغير الهرمونات.
  • مدة الرضاعة الطبيعية، وعدد مرات الرضاعة في اليوم.


2- الوزن النحيل أو المفرط

زيادة أو فقدان الوزن الشديد قد يؤدي لتأخر الدورة الشهرية، خاصة إذا حدث التغير في الوزن بشكل سريع ومفاجئ، وفيما يلي مزيد من التفاصيل:[٣]

  • فقدان الوزن الشديد: يؤدي انخفاض الوزن عن الحد الطبيعي، أو انخفاض نسبة الدهون في الجسم إلى تغيير في مستويات الهرمونات التناسلية، بشكل يؤثر في ظهور الإباضة والدورة الشهرية عند النساء.
  • زيادة الوزن الشديدة: يرتفع مستوى الإستروجين الذي ينتجه الجسم في حال زيادة الوزن، والذي قد يؤدي إلى اضطراب في الدورة الشهرية، أو تأخرها.[٤]


3- ممارسة الرياضة المكثفة

تؤدي الممارسة المفرطة للرياضة، أو زيادة مقدار التمرينات الرياضة التي تمارسينها خلال فترة زمنية قصير، إلى تأخر الدورة الشهرية كذلك.[٥]


4- تغيير مواعيد النوم

يؤدي اضطراب مواعيد النوم إلى تأخر الدورة الشهرية،[٦] ويمكن ملاحظة ذلك في الحالات التالية:[٥]

  • العمل في نظام الورديات: حيث يؤثر العمل ليلًا ونهارًا في الساعة البيولوجية للجسم، وينعكس تأثيره كذلك على الدورة الشهرية.
  • السفر: يؤثر السفر وخاصةً إلى البلدان ذات التوقيت المختلف، في الساعة البيولوجية بشكل عام، وعلى الهرمونات بشكل خاص، ويمكن أن تعود طبيعة الجسم والدورة الشهرية إلى ما كانت عليه عند التأقلم مع نظام الحياة والعودة إلى الروتين الطبيعي.


5- التوتر والإجهاد المستمر

قد لا يكون للقليل من التوتر أثرًا كبيرًا على صحتك، إلا أن التعرض المزمن للتوتر والقلق، قد يؤدي إلى اضطراب في الجسم، وينعكس ذلك على هرمونات الجسم، مثل: هرمون الكورتيزول، كما قد يؤدي التعرض المطول للتوتر للإصابة بحالة انقطاع الحيض، وبالتالي توقف الدورة الشهرية.[٦]


6- متلازمة تكيس المبايض

تعاني المصابة بتكيس المبايض من اضطراب في مستوى الهرمونات، نتيجة لظهور تكيسات صغيرة على المبيض، بشكل يؤدي إلى اضطراب في عملية الإباضة، أو حتى توقفها، ويجب مراجعة الطبيب لعلاج الحالة، ويمكن أن تلاحظ السيدة أعراض أخرى لمتلازمة تكيس المبايض مثل:[٧]

  • ازدياد ظهور الشعر على الجسم والوجه.
  • ظهور حب الشباب.


7- اضطرابات الغدة الدرقية

تتسبب اضطرابات الغدة الدرقية سواءً كانت تعاني السيدة من قصور الغدة الدرقية، أو فرط نشاطها، بظهور اضطراب في الدورة الشهرية، حيث أن الغدة الدرقية مسؤولة عن التحكم بالعمليات الحيوية في الجسم، ويؤدي ظهور خلل في مستوياتها إلى اضطراب في مستوى الهرمونات كذلك،[٥] كما أنه يؤثر في طبيعة غزارة الدم خلال الدورة الشهرية، فيؤدي إلى اضطراب فيه فيكون خفيفًا أو غزيرًا.[٨]


8- مرحلة ما قبل انقطاع الطمث

تعاني السيدات من اضطرابات في الدورة الشهرية أو تأخرها، نتيجةً لتغير مستويات الإستروجين في الجسم في الفترة السابقة لانقطاع الطمث، والتي قد تظهر أعراضها بشكل مبكر عند البعض بما يقارب 10-15 سنة قبل انقطاع الطمث، ومن الجدير بذكره أن معظم السيدات يصلن مرحلة انقطاع الطمث في عمر 52 سنة تقريبا، وتعرف السيدة على أنها دخلت هذه المرحلة في حال مرور سنة كاملة بدون نزول الدورة الشهرية.[٣]


9- أدوية قد تتسبب بتأخير الدورة الشهرية

إن كنت قد بدأت بتناول أدوية جديدة، فاحرصِ على السؤال عنها، فقد يكون اضطراب الدورة الشهرية أحد أعراضها الجانبية، فبحسب إحدى الدراسات على تأثير أدوية الذهان على الدورة الشهرية، وجد أن هذه الأدوية تسببت بانقطاع الحيض بسبب تأثيرها في مستويات البرولاكتين في الجسم، وقد تتسبب أدوية أخرى، مثل أدوية تنظيم الحمل في تأخر الدورة الشهرية، ومن الأمثلة عليها: وسائل منع الحمل المزروعة أسفل الجلد، أو الحقن، أو أجهزة اللولب.[٦]


إلى متى قد تتأخر الدورة الشهرية؟

تعتبر الدورة الشهرية الطبيعية الواحدة ٢٨ يوم، وقد تتفاوت بين النساء، إلا أن الدورة الطبيعية الصحية تتفاوت بين ٢١- ٣٥ يوم،[٧] وتنصح السيدات بمراقبة وتتبع الدورة الشهرية على مدى عدة أشهر، لتحديد نمط الدورة الشهرية الطبيعي بالنسبة لهن، بالإضافة للتغيرات التي قد تطرأ عليها، ويعرف تأخر الدورة الشهرية على أنه تأخرها لأسبوع واحد عن موعد نزولها الطبيعي المتوقع.[٩]


متى يجب مراجعة الطبيب؟

يجب مراجعة الطبيب في الحالات التالية:[٩]

  • تأخر الدورة الشهرية لمدة أسبوع أو أكثر، والحصول على نتيجة حمل سلبية.
  • تأخر الدورة الشهرية لأكثر من 90 يوم، أو في حال فاتتك الدورة الشهرية لأكثر من 3 مرات خلال العام.


فحوصات تشخيصية

يجري الطبيب في الحالات المذكورة أعلاع بعض الفحوصات لتحديد سببها، والكشف عن وجود أمراض أخرى قد تسببها، ومن هذه الفحوصات:[٩]

  • فحوصات الدم: يهدف لقياس مستويات الهرمونات في الجسم.
  • فحوصات تصويرية: تهدف للكشف عن وجود خلل، أو اضطراب في الحوض، أو في الغدة النخامية، أو الغدة الزعترية، وهي غدد تقع في الدماغ، وهي المسؤولة عن إفراز الهرمونات التناسلية، ومن الفحوصات الشائعة لذلك:
  • تصوير الحوض بالأمواج الصوتية (بالإنجليزية: Pelvic ultrasound).
  • فحص الأمواج المغناطيسية (بالإنجليزية: Magnetic resonance imaging).


كيف يمكن تجنب اضطرابات الدورة الشهرية أو تأخرها؟

يمكن اتباع بعض التدابير لتجنب ظهور اضطرابات الدورة الشهرية، ونذكر منها ما يلي:[٧]

  • الحفاظ على نظام غذائي صحي: وينصح كذلك بتجنب اتباع الحميات الغذائية التي تقلل من السعرات الحرارية، ومن كمية الطعام بشكل هائل.
  • ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة: كما ذكرنا سابقا فإن التمرينات الرياضية المكثفة تؤدي إلى اضطرابات الدورة الشهرية.
  • تقليل التوتر: يساعد التحكم بمستوى التوتر، وضبطه في الوقاية من اضطرابات الدورة الشهرية، كما يمكن أن تكون استشارة طبيب مختص مفيدة كذلك.[١]
  • تجنب التغيرات الملحوظة في الوزن: تجنبِ فقدان الوزن المفاجئ، حيث يؤدي إلى اضطراب الدورة الشهرية أو تقليل عدد مراتها، وكذلك الأمر بالنسبة لزيادة الوزن، حيث تؤدي زيادة الوزن إلى خلل في عملية الإباضة في الجسم.[١]
  • مراجعة الطبيب حول الأمراض الأخرى: يساعد الحصول على علاج الأمراض الأخرى التي تسبب اضطرابات الهرمونات، على استعادة المستويات الطبيعية في الجسم، وعلاج اضطرابات الدورة الشهرية.[١]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "Why Is My Period So Random?", webmd, Retrieved 15/4/2021. Edited.
  2. "Breastfeeding and periods", healthdirect, Retrieved 15/4/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Eight possible causes of a late period", medicalnewstoday, Retrieved 15/4/2021. Edited.
  4. "stopped-or-missed-periods", nhs, Retrieved 15/4/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "late-and-irregular-periods"، familyplanning، اطّلع عليه بتاريخ 15/4/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت "9-reasons-missed-period", vitalrecord, Retrieved 15/4/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت "Abnormal Menstruation (Periods)", clevelandclinic, Retrieved 15/4/2021. Edited.
  8. much or too little thyroid hormone can make your,your ovaries, may be involved. "Thyroid disease", womenshealth, Retrieved 15/4/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت "Possible Reasons for a Missed Period", whattoexpect, Retrieved 15/4/2021. Edited.