الحُزن رد فعل طبيعي قد تشعُرين به عند مروركِ بظروفٍ صعبة، أو عندما تُواجهين مُشكلة ما، لكن عادةً ما يزول بعد القليل من الوقت، ولكنّ الاكتئاب أمرٌ مُختلف، إذ قد يستمرّ لفترة أطول، لذلك تعرفي على علامات وأعراض وأسباب الاكتئاب عند النّساء، وما يمكنكِ القيام به للتعافي.[١][٢]


الاكتئاب عند المرأة

يُعرَف الاكتئاب (بالإنجليزيّة: Depression) بأنّه مُشكلة طبيّة شائعة واضطّراب مزاجي يُسبّب شُعورًا دائمًا بالحُزن وفُقدان الاهتمام،[٣] ويُمكن للاكتئاب أن يؤثر على جميع مجالات حياتكِ بما في ذلك صحتكِ الجسدية، وحياتكِ الاجتماعيّة، وعلاقاتكِ مع الآخرين، وقد يؤثر في وظيفتكِ وشُعوركِ بقيمتكِ الذّاتية أيضًا، ومع ذلك من المُهمّ أن تعلمي بأنَّكِ لستِ وحدكِ وأنّ الاكتئاب قابل للعلاج، ويُمكنكِ السّيطرة عليه بنفسك وبالتّأكيد ستشعُرين بالتّحسن،[٢] وبالحقيقة، وِفقًا بعض الأبحاث، أُشيرَ إلى أنّ النساء قد يكُنّ أكثر عرضة للتأمل في الأُمور التي تحدُث في حياتهنّ أكثر من الرجال، وأنهن أكثر عرضة للقلق، وهذا بدوره قد يؤدي إلى إصابة بعض النساء بالاكتئاب.[٤]


أعراض الاكتئاب عند المرأة

تُشير كلمة الاكتئاب إلى عدة مشاعر قد تجعلُكِ في حيرة بينها وبين الحزن المُعتاد، كما أنّ أعراض الاكتئاب قد تختلف من امرأة إلى أُخرى، وقد تتفاوت من خفيفة إلى شديدة، لكن تشترك جميعُها بتأثيرها السلبي على قدرتُكِ في التعامل مع الأنشطة اليومية،[٢] وليتم تشخيص الاكتئاب يجب أن تستمر الأعراض لديكِ لمدة أسبوعين على الأقل،[٥] وفيما يأتي توضيح لأبرز أعراض الاكتئاب عند النّساء:[٦]

  • فقدان الاهتمام بالحياة، أو الشّعور بعدم الاستمتاع بالهوايات، والأنشطة الاجتماعية.
  • المُعاناة من الأرق، وتغيُّر وتيرة النّوم؛ وذلك بالنّوم كثيرًا أو قليلًا.
  • الشّعور بالقلق غير المُبرر.
  • الشّعور بالإرهاق غير المُبرر، والتعب المستمر، وانخفاض الطّاقة.
  • مُواجهة صعوبة في التركيز، أو التذكُر، أو اتخاذ القرارات.
  • المُعاناة من آلام جسدية مستمرة لا تستجيب للعلاج مثل الصداع، واضطرابات الجهاز الهضمي.
  • الشّعور بشكل مستمر بالحزن، أو اليأس، أو التشاؤم، أو الفراغ، أو فقدان الأمل بالتغيير أو بالقُدرة على القيام بشيء لتحسين الوضع الرّاهن.[٢]
  • حُدوث تغيُرات في الشّهيّة، قد تؤدي إلى فقدان للوزن أو زيادة الوزن بشكل كبير.[٢]


أسباب الاكتئاب عند المرأة

لا يوجد سبب واحد للاكتئاب، إذ هناك العديد من الأسباب التي تجعل المرأة تعاني من الاكتئاب، وفيما يأتي نُوضّحها لكِ:

  • أسباب وراثيّة: فالنساء اللواتي لديهن تاريخ عائلي من الاكتئاب، يكُنَّ أكثر عرضة للإصابة به.[٧]
  • الهّرمونات والتّغيُّرات الكيميائيّة بالجسم: إذ يُمكن للتغيرات الكيميائية والهرمونية التي تمرين بها والتي يتأثّر جسدُكِ بها أن تكون سبيلًا لحُدوث الاكتئاب، إذ يُظهر التصوير الحديث للدماغ (بالإنجليزيّة: Modern brain imaging)، أنّ أدمغة النّساء المُصابات بالاكتئاب تختلف عن أدمغة النساء اللواتي يتمتّعن بصحة نفسية جيدة، بالإضافة إلى ذلك، فهناك اختلافات في طريقة عمل الناقلات العصبية في الدماغ، كما يُعدّ التأثير الفريد للهرمونات الأُنثوية على الدماغ والمزاج موضع اهتمام، وذلك نظرًا لارتفاع معدلات الاكتئاب في سن البلوغ، وقبل الحيض (اكتئاب الدورة الشهرية)، والفترة التي تُحيط بالوِلادة، وفي فترة الانتقال إلى انقطاع الطمث.[٧]
  • المشاكل الصّحيّة: إذ إنّ المُعاناة من بعض المشاكل الصّحيّة الخطيرة يُمكن أن يُسبب الاكتئاب، على سبيل المثال القلق من السكتة الدماغية، أو النوبة القلبية، أو السرطان، كما أنّ بعض الأمراض مثل مرض باركنسون (بالإنجليزيّة: Parkinson’s disease)، أو قصور الغدة الدرقية، أو السكتة الدماغية يُمكن أن تسبب تغيُّرات في الدماغ قد تؤدي إلى الاكتئاب.[٨]
  • التّعرُّض للإيذاء النّفسي أو الجسدي: إذ إنّ النساء اللواتي تعرضن للإيذاء العاطفي، أو الجسدي، أو الجنسي، أثناء مرحلة الطّفولة أو بعد البُلوغ، هُنّ أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب في مرحلة ما من حياتهنّ أكثر من النّساء اللّواتي لم يتعرّضن لهذا النّوع من الإيذاء.[٩]
  • ضُغوطات الحياة: إذ إنّ الضغوطات، والإجهاد، وأحداث الحياة الصعبة المرهقة والمليئة بالتوتر، قد تُؤدّي للاكتئاب،[٩] ومن الأمثلة على هذه الضّغوطات:[٨]
  • التّعرُّض لصدمة أو إساءة.
  • فُقدان الأحبّة.
  • العلاقات السيئة.
  • مسؤوليات العمل.
  • تقديم الرعاية للأطفال أو الوالدين المسنين.
  • الفقر.


علاج الاكتئاب عند المرأة

يُعالج الاكتئاب عادةً بالأدوية أو باستخدام العلاج النفسي "العلاج بالكلام"، وقد يتم اتباع طريقتيّ العلاج معًا، وبالحقيقة، يؤثر الاكتئاب على كل امرأة بشكلٍ مختلف، ويجب التعامل مع كل حالة بخصوصية واهتمام، ووضع خطة علاجية متناسبة مع احتياجات كُل امرأة،[١] وفيما يأتي توضيح أكبر لطُرق العلاج المُتّبعة:

  • العلاج بالأدوية: تُستخدم بعض الأدوية لعلاج الاكتئاب وتُسمى مضادات الاكتئاب (بالإنجليزية: Antidepressants)، وقد تستجيب بعض النساء بشكل مختلف لهذه الأدوية، لذلك قد يحتاج الطّبيب إلى تجربة أدوية مختلفة مع المرأة المُصابة بالاكتئاب؛ للعثور على الدواء الأفضل.[١]
  • العلاج النفسي: وهُناك عدّة أنواع من العلاج النّفسي، مثل؛ العلاج السلوكي المعرفي (بالإنجليزية: Cognitive behavioral therapy)، والعلاج النفسي التفاعلي أو كما يُعرَف بالعلاج النفسي البين شخصي (بالإنجليزية: Interpersonal psychotherapy)، والعلاج النفسي الديناميكي أو التحليلي (بالإنجليزية: Psychodynamic psychotherapy)، ويعتمد النهج المُتبع على نوع الحالة وخصوصيتها، بالإضافة إلى خبرة المعالج النفسي.[١٠]


مراحل العلاج وأهدافها

يعالج الاكتئاب عند النساء والرجال بنفس الطريقة في معظم الحالات، وغالبًا ما يقسم الأطباء العلاج إلى ثلاث مراحل:[٤]

  • المرحلة الحادة: التي تستمر عادةً من 6 - 12 أسبوعًا، ويكون هدف العلاج هو تخفيف الأعراض.
  • مرحلة المتابعة: والتي يمكن أن تستمر لعدة أشهر أخرى، ويكون الهدف منها هو تحسين الحالة النّفسيّة للمرأة إلى أقصى حد، وقد يقوم الطبيب بإجراء تعديلات على جرعات الأدوية.
  • مرحلة الإدامة: والهدف منها هو منع الانتكاس، وفي بعض الأحيان تُخفّض جرعة الدواء المُعطاة في هذه المرحلة.


كيف يمكنني أن أساعد نفسي؟

استجمعي قوتك وثقي بنفسك، إذ إنّ الاكتئاب يستنزف طاقتك وشغفك، ودائمًا ما يكون اتخاذ الخطوة الأولى هو الأصعب ولكنها يمكن أن تُعزز مزاجُك وطاقتك بشكل كبير لعدة ساعات، وهي فترة كافية لوضع خطوة التعافي الثانية موضع التنفيذ،[٢] وهذه بعض الأفكار حول ما يمكنكِ القيام به للتغلب على الاكتئاب:[١١]

  • تحدثي إلى شخصٍ تثقين به بشأن مشاعرك، مثل زوجكِ، أو أحد أفراد عائلتكِ، أو أحد الأصدقاء.
  • حاولي ألا تشعري بالذنب، أو الخجل، أو الحرج من هذه المشاعر.
  • حافظي على تناول وجبات صحيّة، حتى لو لم يكن لديك الكثير من الشهية.
  • ابتعدي عن التدخين.
  • تمرني بقدر ما تستطيعين، فإن الحفاظ على النشاط قد يؤدي إلى إطلاق بعض الإندورفين (بالإنجليزيّة: Endorphins) الذي يجعلكِ تشعرين بالسعادة،[١١] وتُعدّ الإندروفينات مواد كيميائية ينتجها الجهاز العصبي بشكل طبيعي للتعامل مع الألم أو الإجهاد، وغالبًا ما تزيد الشُّعور بالسّعادة لأنها يمكن أن تعمل كمُسكن للألم ومحفز للسعادة.[١٢]


المراجع

  1. ^ أ ب ت "Depression in Women: 5 Things You Should Know", nimh, 2020, Retrieved 13/4/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح Melinda Smith, Lawrence Robinson, Jaelline Jaffe (9/2020), "Depression in Women", helpguide, Retrieved 13/4/2021. Edited.
  3. "What Is Depression?", psychiatry, Retrieved 21/4/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Women and depression", harvard, 5/2011, Retrieved 13/4/2021. Edited.
  5. "Depression", nih, 2/2018, Retrieved 14/4/2021. Edited.
  6. Traci C. Johnson (14/3/2021), "Depression in Women", webmd, Retrieved 14/4/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Depression in women", womenshealthmatters, Retrieved 14/4/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "Depression", womenshealth, 5/2019, Retrieved 14/4/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "Depression in women: Understanding the gender gap"، mayoclinic، اطّلع عليه بتاريخ 21/4/2021. Edited.
  10. Jennifer Casarella (9/2019), "Psychotherapy for Depression", webmd, Retrieved 14/4/2021. Edited.
  11. ^ أ ب "Depression in pregnancy", tommys, 10/2018, Retrieved 14/4/2021. Edited.
  12. "Endorphins: Effects and how to increase levels", medicalnewstoday, Retrieved 21/4/2021. Edited.